وللحرّيّة الحمراء باب بكلّ يد مضرّجة يُدقُّ

عندما نشبت الثّورة العربيّة الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش عام 1925  خاض السّوريون معارك حامية الوطيس ضدّ المستعمر الفرنسي. وسلّط الفرنسيّون المدافع والرشّاشات الحديثة على الثّائرين، لكنّالثوّار تفانوا في النّضال والجهاد مضحّين بأرواحهم في سبيل استقلال وطنهم سورية. وفي العام 1926

نُكبت دمشق بأيدي الفرنسيّين فأقيم في مصر حفل لإغاثة المنكوبين السّوريّين وألقى فيه أمير الشّعراء أحمد شوقي قصيدة طويلة منخمسة وخمسين بيتاً أثنى فيها على بطولة السّوريّين ومطلعها:

سلام من صبا بردى أرقّ     ودمع لا يُكفكف يا دمشق

ومن الأبيات المشهورة فيها:

دم الثوّار تعرفه فرنسا      وتعلم أنّه نور وحقّ

وللحريّة الحمراء باب       بلّ يدٍ مضرّجة يُدقّ

جزاكم ذو الجلال بني دمشق   وعزّالشّرق أوّله دمشق

هنا يقول شوقي أنّ كل مواطن حرّ يشعر بأن لوطنه ديناً عليه يجب أن يؤدّيه من دمه وذلك بإيراد أعدائه حتوفهم، لأنّه إن لم يفعل ذلك فمن يسقي الأعداء المنايا. ويؤكّد شوقي أنّالدّول لا تُشيّد إلّا بالضّحايا الّذين يفدون وطنهم بدمائهم ويهبون الحياة والتّحرّر للأجيال القادمة. ويشدو في البيت  وللحرّيّة……أنّ للحرّيّة باباً لا تفتحه إلّا الأيدي المضرّجة بدماء الأعداء، وهذا هو البيت الأجمل في القصيدة. وينهي شوقي قصيدته بتحيّة لأهل دمشق ويرى في عزّتهم وكرامتهم كرامة كلّ الشرق وعزّته.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*