الزّرغانيّة – فوزي حنا

الزّرغانيّة……..هي عزبة من نهاية القرن التاسع عشر بنيت على أنقاض خربة رومانيّة بيزنطيّة، نجهل اسمها، كان إسم العزبة الزرقاويّة أو الزّرقانيّة، ذلك لوقوع على حافّة وادي الزّرقاء، ولأن الكثيرين من سكّأن المنطقة يحفظون ال(ق) (چ) صارت على لسانهم الزرچانيّة تمّ الزركونيّة فالزّرغانيّة، ثمّ حوّل اليهود الاسم ليلائم لغتهم فسّموها الزّرعونيّة، من الزرع.وهي واحدة من أربع تجمّعات سكنيّة عربيّة بيعت أراضيها لتبنى عليها فيما بعد مستوطن بنيامينا (على اسم بنيامين روتشيلد)، والثلاث الأخريات هي البرج والبريج والشّونة.نعود بالتاريخ للعام 1882 إذ لجأ إلى الدولة العثمانيّة بعض مسلمي البوسنه، هربًا من الاحتلال الهنغاري لبلادهم، أسميناهم البشناق، سهّلت عليهم السلطات العثمانيّة فاستوعبتهم في بعض المناطق، منها خراب قيساريه، وتمّ تخصيص مساحات من الأراضي الزراعيّة لزعمائهم، فكان موقع الزرچانيّة من نصيب صادق باشا، ثم انتقلت لفوزي بك وأخيه جمال ثمّ استوطنه توفيق بك الذي بقي إلى أن استوطنه اليهود، بعد أن تمّت صفقة البيع لإيكا  بتمويل روتشيلد سنة 1921، وكان يسكنها آنذاك نحو أربعين عربيًّا، ولا يُعرَف تاريخ تهجيرهم بالضبط.وكانت البرج المجاورة قد تم بيعها قبل ذلك بعقدين. وبعد عام واحد بدأوا ببناء بنيامينا.استعملت أراضي الزرچانيّة لزراعة العنب وأشتال الكينا والياسمين، من العنب صنعوا النبيذ في الخان ذاته، ومن الياسمين أنتجوا زيتًا عطريًًّا، أما أشتال الكينا فقد أنتجوها لزرعها في المناطق المفتوحة التي لا يمكن فلاحتها.حفروا جنوب غرب الخان بئرًا عميقة، أقاموا عليها دولابًا لسحب المياه للرّي، (أنطيليا)، وكانوا يستخدمونها بغلًا أو حمارًا لإدارة الدّولاب، ثم تم الاستغناء عن هذا النمط بعد تركيب محرّك يعمل بالوجود السائل.في العام 1962 اشترت الخان عائلة يهوديّةلكنّها غطست في ديون عجزت عن تسديدها، فاستولى البنك صاحب الدّين على الخان،  ثمّ تمّ تأخيره لأمد طويل لعائلة غنيّة (موزيس) التي قامت بالتعاون مع مجلس حفظ الآثار بترميم الخان والبئر.المكان جميل، جدير بالزّيارة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*