أغوستا ڤكتوريا (مستشفى المُطَّلَع)-القدس – فوزي حنا

على ظهر جبل الزيتون بين الخضراء والصّحراء بُنِي هذا المجمّع الكبير، يحوي في داخله مستشفى وديرًا وكنيسةً ترمز لصعود السّيّد المسيح إلى السّماء ومركزًا للّوثريّين الپروتستانت، ومركز دراسات آثاريّة ورياض أطفال.تدير المستشفى الهيئة اللوثريّة العالميّة بدعم من الوكالة الدّوليّة لغوث اللاجئين، اما  أغوستا ڤكتوريا فهو اسم زوجة الإمبراطور الألماني ڤلهلم الثاني الذي زار وزوجته القدس سنة1898، وتبرّع ببناء هذا المجمّع العظيم ليخلّد اسم زوجته.صمّم البناء المهندس الألماني روپرت ليبنتز الذي استوحى تصميمه من قلعة هونتسوليرن في ألمانيا.بني القصر/المجمّع على مساحة 80 دونمًا، ويُرى من بعيد بفضل موقعه وارتفاع برج أجراسه إلى 50 مترًا، والذي يحمل أربعة أجراس تزن معًا 12 طنًّا، يمكن الصعود إلى قمّته والتّمتّع بمناظر مختلفة بكل الاتجاهات، ولكلّ جهة جمالها.استمرّ البناء من 1907 حتّى 1914، لكنّ احتفال التدشين أقيم سنة 1910، ووثّقته صور فوتوغرافيّة، صوّرها المصوّر الفلسطيني الأوّل خليل رعد، وهو من عائلة لبنانيّة الجذور.في الحرب الأولى، حال انتهاء بنائه اتّخذته القياجة الألمانيّة العثمانيّة المشتركة بقيادة جمال باشا الكولونيل العثماني والجنرال إيرليخ فون پلكنهاين الألماني.وبعد تغلُّب الحلفاء عُقِد في المكان اجتماع ضمّ وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشيرتشل والمندوب السامي هيربرت صموئيل   والأمير عبدالله أمير شرق الأردن وتوماس لورنس الذي عُرِف بلقب لورنس العرب، وذلك للتباحث حول المرحلة المقبلة.اتّخذها الانتداب مقرًّا للمندوب السامي، إلى أن بني له قصر في جبل المكبّر (ياصور)، سنة 1927، وما زال قائمًا ، ويُرى من برج الكنيسة. في العام 1948 اتّخذت القيادة العربيّة بقيادة بركات طراد وعثمان بدران الموقع مقرًّا لها، ليكون نقطة دفاع أساسيّة على طريق القدس أريحا عمّان.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*