بنيامين وحيفا – بقلم اسكندر عمل


حيفا مدينة جميلة ، وما يزيدها جمالاً بهاء ونقاوة تلك الأشجار التي تنتصب شاهقة بين البنايات متحدية التخطيط والبناء والخرائط الهيكلية وغيرها، ومتحدية عوامل التلويث التي عبثت في المدينة لإثراء الأثرياء وضرب صحة الفقراء.
حيفا المدينة الوادعة ، حيفا اليهودية العربية ، تحدّت العنصرية وودّت أن تكون مثالاً للحياة المشتركة بين مواطنيها وكانت إحدى الأشجار الوارفة الظلال التي تربى في ظلّها المئات من الشباب العرب واليهود الرفيق العزيز الذي نحتفل هذه الأيام بعيد ميلاده الخامس والتسعين، الرفيق المناضل الذي قضى سنوات حياته كلها من اجل رفع الضيم عن العاملين يهوداً وعرباً ،الرفيق بنيامين غونين.
تحدّى رفيقنا بنيامين كل أشكال العنصرية التي تعرّض لها العمال في المرافق المختلفة ومعظمها للأسف كانت هستدروتية ، والتي كانت من المفروض أن تكون مثالاً للعدالة الاجتماعية وتعرّض للمخاطر في دفاعه المستميت عن المساواة الطبقية والقومية للعمال العرب والذين لم يُقبلوا كأعضاء في نقابة العمال العامة
الهستدروت حتى منتصف سنوات الستين،
حاول بنيامين، الشجرة الوارفة الظلال” الدائمة الخضرة” أن ينقي الأجواء في حيفا ، أن ينقيها، من التعصب والعنصرية المقيتة، من عدم المساواة القومية والطبقية، فقد قاد مئات المظاهرات في أماكن العمل وأمامها ودافع عن المسحوقين يهوداً وعرباً، وما كان يستطيع أن يحمل تلك الأعباء لو لم تكن رفيقة دربه الرفيقة الغالية يوخيڤد داعماً لمسيرته لأنها كانت ترى في الطريق الكفاحي الطريق الوحيد للحصول على الحقوق المسلوبة. ولا أبوح بسر هنا ، أنّ يوخيڤيد هي التي عرّفت بنيامين على درب الشبيبة الشيوعية بعدما أصبحا صديقين.
لم تكن حياته كعامل في شركة الكهربا في حيفا سهلة، فقد إتُّهِم بالخيانة لأنه يهودي ويدافع عن حقوق زملائه العمال المستَغلين المضطهَدين ورغم ذلك استمر في طريق النضال غير آبهٍ بما تراه قيادة شركة الكهرباء التي كان أحد العاملين فيها.
لقد اثبتت الجبهة وعمودها الفقري الحزب الشيوعي أنّها المدافع العنيد عن حقوق المواطنين العرب وعن حقوق الفئات المهمَّشة اليهودية في هذه المدينة وكان الرفيق بنيامين والرفيقة يوخيڤيد في قيادة الحزب والجبهة في حيفا وكان لهما دور هام في العمل الجبهوي اليومي كالمظاهرات ورفع الشعاًرات في المناسبات المختلفة،وكان دورهما بارزاً في النشاطات السياسية والبلدية والنقابية .
وفي هذه المناسبة نتمنى لرفيقينا الصحة وطول العمر.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*