فندق پالاس التّاريخي – القدس (ولدروف استوريا) اليوم – فوزي حنا

على ارض تابعة للوقف الإسلامي قرب مقبرة مأمن الله، بادرت الهيئة الإسلاميّة العليا، برئاسة الحاج امين الحسيني، إلى بناء فندق فخم، في العام 1928، وكي يتمّ البناء قبل الفندق القريب (فندق الملك داود)، استخدموا ما لا يقلّ عن 500 عامل، ليتمّ البناء خلال 13 شهرًا فقط، فتمّ التدشين في 21/12/1929.المبنى من تصميم المهندس التركي النّحّاس بك، وفازت بالمناقصة شركة يهوديّة(من 3 شركاء).كان الفندق المبني على الطراز الأندلسي الأفخم والأعلى مستوى بين جميع فنادق فلسطين، فلكل غرفة، من غرفه التي وصل عددها إلى 140،حمّامها وتدفئتها وتلفونها.كانت واجهته الجميلة عبارة عن قناطر تذكِّر بقصر الحمرا، وعند المدخل نُقِشَت العبارة التالية:(مثلما بنى أباؤنا وفعلوا نبني ونفعل).في هذا الفندق الجميل استقبل المفتي كبار الضيوف.لم يصمد امام منافسة فندق الملك داود القريب، فتمّ إغلاقه في 1935، استأجرته السّلطة الانتدابيّة وحوّلته إلى مكاتب حكوميّة، وكانت فيه اجتماعات لجنة پيل التي كانت تبحث أحداث الثورة الفلسطينيّة الكبرى، وتمّ التّجسّس عليها من قِبَل الحركة الصهيونيّة.بعد قيام دولة إسرائيل استعملته بعض الوزارات التي غاذرته مع الزّمن وبقيت وزارة التّجارة والصّناعة لمدة 50 عامًا.في العام 1999، وبعد إخلاء المبنى بالكامل، فازت شركة ريجنسي بمناقصة لترميمه، وقد اهتمّت بالمحافظة على جماله الخارجي والدّاخلي.اشترت الامتياز سنة 2006 عائلة رايخمان الغنيّة، وعملت على إكمال العمل وإعاذة مجد البناء بفنونه الداخليّة كالنثريّات والذرابزينات المزخرفة، وتمّت إضافة 90 غرفة جديدة.صمّم البناء الجديد المهندس المعماري داڤيد كرويانكر، واشرف على التنفيذ المهندس يهودا فيجن، في حين كان التصميم الدّاخلي من نصيب المهندس التّركي سنان كفادر.وبعد اكتمال العمل، وقّعت عائلة رايخمان اتّفاقيّة مع شبكة هيلتون العالميّة للفنادق، على ان تفتح فندقًا من الدرجة الممتازة الذي يحمل اسم (ولدورف أستوريا).باعته العائلة سنة 2017 لرجل اعمال فرنسي (ميشيل اوحايون) بمبلغ 160 مليون دولار، لكن المشتري لم يستطع تسديد الاقساط للجهة المُموِّلة، التي اخذت الامتياز وفقًا للاتّفاقيّة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*