صمّيل (المسعودية) – فوزي حنا

عندما توسّعت مدينة تل اڤيڤ، ابتلعت قرى كان يسكنها عرب، مثل ابو كبير وسلمه والمنشيّه وجمّاسين الغربيّة وصمّيل والشيخ مونّس.اخترت اليوم ان اعرّفكم على صمّيل التي ما زالت بعض بقاياها شاهدة على نكبتها.تقع صمّيل على مرتفع كركاريّ يبعد عن الشاطئ نحو 1.5 كم وجنوب نهر العوجا/اليركون 1.5كم.ربّما هذه الارض الصلبة كانت سببًا في تسميتها، فكلمة صمّيل في اللغة تعني اليابس او الجاف، امّا مصطفى الدّبّاغ فيعتقد أن اصله فرنجي (ربّما من صمويل)- ف.تسمّى هذه التلّة بالعبريّة (چڤعات شموئيل)، لاحظوا الشبه بين شموءيل وصمّيل.أما المسعوديّة فقد تعود لأحد زعماء القرية، وهو اسم متأخّر عن الأوّل.أقترح ان ندخل القرية عن طريق درج قرب رقم 85 شارع أرلوزوروڤ شرقي التقائه بإيڤن چڤيرول، حيث نرى بوضوح بقايا القرية، وتحيطها او على انقاضها مبانً بارزة كمبنى الهستدروت العامّة على الحدود مع جمّاسين، ويظهر من الشّمال كنيس بهندسة تشبه القوقعة يسمّى (هيخال يهودا) ويجاوره بناء مرتفع يسمّى (مچدال همئه) وليس بعيدًا عنه من جهة شارع إيڤن چڤيرول كنيس سولام يعكوڤ في موقع كان يومًا جامع القرية.وإلى الغرب فندق هلتون وتجاوره مقبرة القرية وفيها مقام عبد النبي الذي ذبح الأهالي عنده أضاحيهم واوفوا نذورهم.في العام 1946 بدأ الأهالي يحسّون بخطر التّرحيل بعد ان امتدّ بناء المدينة إلى جوار بيوتهم، وكانت الحركة الصهيونيّة قد امتلكت نصف اراضي القرية، أخذ بعض السّكان بالخروج من بيوتهم، بينما تواصل الباقون مع جيرانهم اليهود من اجل العيش المشترك، ورغم هذا لم يتوقّف الرحيل، خاصّةً إلى الجارة جماسين الغربيّة، وساعد على ذلك أمر الضابط الإسرائيلي في مطلع 1948 بضرورة إخلاء القرية مؤقّتًا إلى أن تهدأ الأحوال، وجاء تصريح المختار  بان الجنود اليهود يعتدون على النساء،  فالرّحيل افضل صونًا للعرض، هذا ما يقوله احد مهجّري القرية، وهو عبد الهادي علي المولود فيها سنة 1931. في مطلع العام 1948، لم يبقَ في القرية أحد.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*