تساؤلات هل التدريس مهنة أم رسالة؟ – بقلم اسكندر عمل

تساؤلات
هل التدريس مهنة أم رسالة؟
كنت مدرسا ثلاثة وأربعين عاما، واقول انني سأكون مثاليا إذا قلت انّ التدريس هو رسالة فقط لأنّ التدريس كان مصدر رزقي الوحيد وبدونه لم يكن بمقدوري إعالة عائلتي وتعليمهم ولن يكون لراتب زوجتي التي كانت موظفة بنك أربعين عاما ليفي بالمطلوب،ولكني أؤكد انّ التدريس بالنسبة لي كان رسالة مقدسة وبذلت كل جهدي أن اكون مربيا للأجيال التي درّستها.
المشكلة ان يكون التدريس مهنة نتقاضى منه راتبا فقط ولا يكون التدريس رسالة نضحي من اجلها ونسعى من خلالها إلى العطاء اللامحدود، وإذا اقتصر التدريس على الراتب فبإمكان الشخص إن يختار أي مهنة أخرى، فاعتبار التدريس مهنة فقط يضر بأبنائنا، بفلذات اكبادنا.
هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن لا يشارك المعلمون في نضال نقابتهم في مطالبها بتحسين اجورهم او بتحسين ظروف التعليم التي تمس بتحصيل طلابهم العلمي. فهم اجيرون وارباب عائلات ويناضلون من أجل تحسين ظروف عملهم.
صحيح أنّ التدربس أصبح مهمة ليست بالسهلة ولكن من يرى فيها رسالة إضافة إلى كونها مصدر رزق عليه أن يكون واسع الصدر يستوعب طلابه جميعا ويحيطهم بعنايته حتى لو كان الأمر صعبا، فالمجتمع يمر بتقلبات واحداث تعصف بالعائلات وبالافراد والمدرسة يجب ان تكون الحضن الدافئ الذي يحتضن هؤلاء الطلبة فيمنحهم الحب والرعاية والامان.

هل حركات المعلم ، اسئلته، نظراته لها تأثير على العملية التربوية؟
يعتقد البعض انّ الطالب هو” المفتش” الحقيقي وليس المدير او المفتش الوزاري، وهذا الأمر هو حقيقة وليس مجرد اعتقاد، فهو الوحيد الذي يرى المعلم يوميا واحيانا اكثر من مرة او اكثر من حصّة واحدة.
المعلم وبدون قصد يوجّه نظراته إلى جانب واحد من الصف وهذا الأمر يؤدي إلى شعور الجانب الآخر أنّه مهمل وأنّ المعلّم لا يوليه أهمية كالآخر.المعلم أحيانا يوجّه أسئلة صعبة للطالب المتوسط أو الضعيف فيعجز الأخير عن الإجابة وهذا الأمر يحبطه فيتوقف عن المشاركة في الدرس ومن الممكن أن يبدأ بالإزعاج، وهنا لا يقوم المعلم بالدور الإيجابي، فعليه في البداية توجيه السؤال الأقل صعوبة للطالب الضعيف كي ينجح في الإجابة وهذا يدفعه للمشاركة الجادة في الحصّة.
لا أقوم هنا بدور الواعظ ولكن تجربتي الطويلة في مجال التدريس تجعلني انصح زملائي وزميلاتي في ورشة التدريس أن يأخذوا بهذه التجربة علّها تفيد في هذه المهمة الصعبة وفي هذا الزمن الصعب.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*