طواحين العوجا السفلي (العشر والسّبع) – فوزي حنا
- by منصة الراي
- September 19, 2024
- 0
- 269  Views
- 0 Shares
الطّواحين العشر، التي كانت في الأصل اثنتي عشرة طاحونة كما يقول عالم الآثار شموئيل أڤيتسور، تهدّمت اثنتان وبقيت عشر.وتُدعى أيضًا (طاحونة الهدار) والهدار هو نوع من السّدود النّهريّة، وقد بني هنا لإدارة الطواحين.تقع هذه الطواحين بقرب استاد رمات چان من جهة شمال شرق.هنا بنيت بركة كبيرة أدارت الطواحين من مخارج من جهتي الغرب والشمال.بداية الطواحين من زمن الرّومان، وكانت تحتوي آنذاك على 18 أو 20 حجر رحى، بقيت الطواحين تعمل باستمرار حتى زمن العثمانيّين، لكن عدد الحجارة تقلّص إلى عشرة.يقع جسر الهدار وطواحينه على ممرّ دولي هام على درب البحر، لذا كان شاهدًا على عدّة أحداث عبر التاريخ، فهنا كانت معركة الطواحين بين الطولونيّين والعبّاسيّين سنة 886، ومعركة أخرى بين الفريقين شارك فيها القرامطة إلى جانب العباسيّين سنة 974م، ومن هنا مرّ جيش ناپليون في 14/3/1799، ومن هنا مرّ ركب الإمبراطور الألماني ڤلهلم الثّاني في 26/10/1898 في طريقه من حيفا إلى القدس، وهنا كانت إحدى أهمّ المعارك بين الحلفاء والعثمانيّين في الحرب العالميّة، وتضرّرت الطواحين في هذه المعركة.كانت الطواحين من زمن العثمانيّين إلى نهاية الانتداب تحت سيطرة عائلتين غنيّتين هما بيدس من الشيخ مونّس القريبة، وعمّوريّة الدمشقيّة التي كانت مسؤولة عن أوقاف سيدنا علي. وفي هذه الفترة استغلّت الطواحين ايضًا لطحن السّمسم وصناعة الطّحينة…(الطّواحين السّبع)تقع إلى الغرب من أخواتها العشر، قرب تلّ أثري هو تل جريشة او كما يسمّى شعبيًّا جبل ناپليون، ذلك لأن قوّة فرنسيّة من جيش ناپليون بقيادة كليبر قد خيّمت هنا. أما اسم جريشة فحديث جاء من فعل الجرش والذي اعطى للقرية العربيّة التي قامت هنا اسمها.الاسم الأصلي للتّلّ مجهول. أصله من البرونزي الأوسط، وكانت قرية صغيرة محاطة بسور من اللِّبن، وقد خربت هذه القرية في القرن السابع عشر قبل الميلاد، وبنيت من جديد في البرونزي المتأخّر، وصارت مدينة حصينة مزدهرة.في العصر الحديدي، كانت قرية كنعانيّة بسيطة، خرّبها حريق لا نعرف أسبابه، أقيمت من جديد حتّى خربت في حروب الفرعون شيشك سنة 925 ق.م. أقيمت هنا قرية عربيّة، سمّيت جريشة بسبب عمل سكّانها في الطّواحينأقام العثمانيّون سدًّا جديدًا فوق السّدّ الرّوماني المهدوم، وذلك لتشغيل الطواحين من جديد ، وكان القائمون على الطواحين يدفعون للدّولة التي تمتلكها أجرة استعمالها، ويدفعون للعمّال أجرتهم.في العام 1936 توقّفت هذه الطواحين عن العمل بسبب دخول الطواحين التي تدار بالمحرّكات. هجّرت القرية في آذار 1948، وكان عدد سكّانها آنذاك 200 مواطن.أعلن المكان ضمن المواقع التاريخيّة المحافَظ عليها فتمّ ترميم واحدة منها وهي الجنوبيّة.