تلّ العامريّة – فوزي حنا

(العامريّة) اسم واحدة من القرى الجولانيّة التي هجّرت في حزيران 1967، وكان يسكنها قوم من قبيلة التلّاويّة من بني مخزوم، وقد أقيمت هذه القرية في زمن الدولة العثمانيّة بحجارة تلّ أثري قديم، دُعي (تلّ العامريّة) او (تلّ التلّاويّة) او (تل الأعور)، واختصارًا (التّلّ)، أمّا اسمه الأصلي فمجهول.

 موقع القرية والتّلّ في البطيحة، شمال الشاطئ بنحو كيلومترين وشرقي نهر الأردن بنحو كيلومتر.

اعتاش سكّان القرية على صيد الأسماك وزراعة الرّي حيث نَقلت مياه نهر الاردن قناة دعيت (قناة العفريتة)، وما زالت أجزاء منها ظاهرة للعيان إلى اليوم.

بدأت الحفريّات في التّلّ سنة 1987 حيث تمّ اكتشاف عدّة طبقات أقدمها كنعانيّة ثمّ حديدية ففارسيّة وهلينيّة ثمّ رومانيّة، في بدايتها كانت مدينة محاطة بأسوار ولها بوّابة، بقيت أجزاء من الجدران بارتفاع متر ونصف.

تمّ استخراج نقش عليه إله مقاتل له رأس ثور، ربّما يكون الإله الآرامي (حَدَد)، كما اكتشفت فخّاريّات وعلى إحداها اسم (عقبه) بالآراميّة.

في زمن الهلينيّين تمّ توسيع التّلّ من الجنوب بوضع صخور داعمة، وبعدهم جاء الرومان وجدّدوها، ومن حجارة هذه المدينة بنى العرب قريتهم.

 بدايةً ظنّ الباحثون أنّها (بيت صيدا) التي ذكرها الإنجيل المقدّس، لكن اكتشاف بيت صيدا في خربة العرج قرب شاطئ البحيرة وشرقي مصبّ النّهر، قضى على تلك الفرضيّة وذلك الاستنتاج، لكنّ الزّائر  يرى لافتة كتب عليها اسم (بيت صيدا)، لذا اقترح احد الباحثين ان تكون هناك بيت صيدا الفوقا وبيت صيدا التحتا.

بعد مدخل پارك هيردين نتّجه مباشرة إلى اليسار، وهناك يمكننا الدخول من بوابة المدينة من جهة الشرق والتجوّل في ازقّتها والاطّلاع على بيوتها وقصرها المركزي القريب من البوّابة، ومن زاوية التلّ الجنوبيّة الغربيّة مطلّ جميل باتّجاه مصبّ النّهر ومنطقة البطيحة الخضراء.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*