نفق سلوان – فوزي حنا

عرف العالِم الأمريكي إدوارد روبنسون وجود هذا النّفق سنة 1837، لكنّه لم يدخله ولم يبحثه، وفي العام 1880 كان الرّاهب كونردشيك المهتمّ بالآثار مع طلّابه الصّغار في بركة سلوان، قام بعضهم بالدّخول إلى نفق قريب، فرأوا نقشًا على الجدار، مكتوبًا بلغة غير مفهومة، أخبروه بما رأوا، دخل ورأى بعينيه، لكنّه لم يفهم ما هو مكتوب، استدعى خبراء صندوق الاكتشافات الفلسطينيّة (.P.E.F) فقاموا بتحليله، فقد كان مكتوبًا بحروف عبريّة قديمة، وهذا ترجمته:

[ تمّ النّفق بينما معول أحجهم معاكس لمعول الآخر وما بقيت سوى ثلاثة أذرع ليخرق السّمع صوت رجل ينادي نظيره من جهة إلى أخرى انّه وجد في الصّخر زدة على اليمين، وفي يوم الخرق تضاربت معاول الحفّارين معول يقابل معولًا، جرت المياه من النّبع إلى البركة على بعد 1200 ذراع و100 ذراع ارتفاع فوق رؤوس الحفّارين.]

هناك ترجمات أخرى لكن المضمون ذاته، وتعريف الزّدة كما يقول الپروفسور روني رايخ من جامعة حيفا، (شقّ في الصّخر).

وفي العام 1888 دخله تشارلز وورن زحفًا فقد ملاته الأتربة إلى ارتفاع كبير.

بين 1909و1911 قامت بعثة پاركر بإشراف الأب فنسن بإجراء قياسات للنّفق، دخلوه وأزالوا الأتربة المتراكمة، فوجدوا ابعاده كالتّالي: الطّول 533م،(متعرّج كحرف S)، وعرضه بين 0.6 و 0.8م بينما ارتفاعه بين 1.4 إلى 5.08م.

ووجدوا صدق ما جاء في النقش بأن الحفر كان من جهتين متعاكستين وفقًا لاتّجاه ضرب الفؤوس، ووجدوا ان اللقاء كان على بعد 214م من العين.

بعض الباحثين قالوا إن النّفق استغلّ فراغات كارستيّة طبيعيّة، لكن جاء آخرون ودحضوا هذا الاستنتاج، ومنهم الباحث الجيولوجي دان چيل الذي قال إنّهم استغلّوا خلعًا في الصخر الجيري القاسي.

في العام 1891 تمّ تكسير النّقش إلى ستّة أقسام، نقلت إلى اسطنبول وما زالت محفوظة في احد متاحفها.

ويبقى السّؤال الهام، إلى أيّ عصر يعود هذا النّفق، حيث لم يُذكَر التأريخ في النّقش، فهناك فريق تقليدي كتابي يعيده للقرن الثّامن قبل الميلاد، في زمن الملك حزقياهو، لهذا دعوه باسمه، ويعيده آخرون إلى العهد الهليني في القرن الثاني قبل الميلاد، ويؤكّد ذلك المؤرّخ زياد منى، وينقل عن الباحثَين البريطانيَّين فيليپ ديڤيس وجون رجنسون تأكيدهما ان النّفق هليني من القرن الثاني قبل الميلاد.

وهناك فريق ثالث يعيده إلى القرن الرّابع عشر قبل الميلاد في زمن يبّوس الكنعانيّة.

دخول النّفق ممكن بدفع رسوم، والتزوّد بفانوس ولباس ملائم للسّير في الماء.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*