جاءَ نذيرُ الشُّؤمِ بثوبٍ أبيض يتبختر – فوز فرنسيس
- by منصة الراي
- January 18, 2018
- 0
- 1851  Views
- 0 Shares
جاءَ نذيرُ الشُّؤمِ
بثوبٍ أبيض يتبخترُ
الأربعاء الأولى من سنةٍ أجهلُ طالعَها
كالبرق قذفَ سُمَّه زُعافا
شتّت تفكيري … بعثرَ إدراكي
صعقَ قلبي .. جمّدَ أحاسيسي
تاركا إيايّ بين
بصيصِ أملٍ خافت
وألمٍ تسارعَ نبضُه
كيف أجابِهُ ؟؟ ماذا أفعل ؟؟
بمن استنجدُ ؟؟؟
أشحّ زيتُ السّراج ؟؟
لا .. لا.. ليس الآن
أمهليني يا هندُ بضعَ ساعاتٍ لأحْسنَ وداعَك
أمهليني يا مهجةَ القلب قليلا لأنتقي ثوبًا يليقُ برحيلك ..
ربّةَ الذّوقِ أنت
وهل يليقُ اختياري بأناقتك
أمهليني صغيرتي وقتا لأشاركَ الخبرَ للأهل ولمن ألحّ كلَّ يومٍ بالسّؤالِ عن حالِك
لا تستعجلي الرّحيل
قاومي يا هند
أصمدي قليلا.. ريثَما تصلُ الوالدة وتقرّ عينُها بمرآكِ
وتمسّد خصلاتِ شعرِك
وتهدّئ قليلا من ألمك
افتحي عينيك وانظري من أتى ليطمئنَ ولم يدرك أنه يودّعك
هند .. أفيقي من سكرةِ الأوجاع .. لوّحي بيدِك .. هزّي رأسَك ..
أوّاه كيف استطعتِ بالجميع أن ترحّبي
أكنتِ تدركين أنك قريبا جدّا جدّا وعاجلًا ترحلين
آه يا له من يومٍ عصيب بلحظاتِه وساعاتِه صباحه وظهيرته ومسائه
لكنّك صمدْتِ .. صمدتِ
وأملي مع كلِّ ساعة تمرّ يتراقص في أعماقي ..
يحاولُ أن يتغلّبَ .. ينتعش .. يشحذَ همّتَه
وثقتي بمعجزةٍ لم تفتر ..
وحلَّ المساء …
وتفاقمَ قلقي والاضطراب
أستذكرُ كلماتِه حينا .. أن الموتَ أكيد آتٍ في كلِّ لحظةٍ
وأرفض التّصديقَ حينا
ها قد توارى الأربعاء..
فماذا مع الخميس ؟!
ونحنُ لا زلنا نحيطُ سريرَك .. نرقبُك دون أن يغلبَنا اليأس
نصارعُ الثّواني والدقائقَ
نرقبُ حركاتِك وأنفاسِك ونبضَ قلبك القويّ المكابر
نكفكفُ دمعةً بين حين وحينٍ من يمينك
ونتمنّى ولو كلمةً واحدة أو طلبًا منك أخيرا نلبّيه
قالوا .. تسمعين
هتفنا وما أزعجْناك أختي …
وطلعَ فجرُ الخميس
وشقّ الصّباحُ حجابَه
وأنا بين فكرةٍ أُبعِدُها عن خيالي وأخرى تقضّ رأسي تؤلمني وثالثةٍ تُقرْفصُ ذاتي
انتصفَ النّهارُ يا هند
أين وُجْهتك يا بوصلة؟
ضاقَ الزّمان
يعدو ونعدو معه دون تفكيرٍ
والمكانُ حيثُ أنتِ ولا أبعدَ منه ..
لكنّها النّفسُ بدأت تضيقُ بداخلك
والنّفَسُ بطيئًا يتعالى من رئتيْك
هي البسمةُ الوادعةُ شاحبة تعلو وجنَتيْك
نفحةٌ خفيفةٌ وأخرى من شفتيك
هكذا بكلِّ بساطة غيّبَكِ الموت عن أحبّتك
كم كانَ سهلًا رحيلُك
خفيفا كالحفيفِ خفَتَ نورُك
ومثل نسمةٍ ناعمةٍ عبرَت روحُك
ومثل نسمة رقيقة ارتَقَت روحُك
لكنّ الطّبيعةَ حينَها عصفَت وزمْجَرت ودمَعت بِسخاءٍ لِفُراقِك