المؤتمر العربي الأول ١٩١٣ الحلقة الثانية – بقلم اسكندر عمل

 

 

تكشف التقارير عن المناقشات التي دارت في المؤتمر أنّ الأجواء كانت معتدلة. أي أن القومية العربية المعتدلة هي التي سيطرت، مثلاً اسكندر عمون نائب رئيس المؤتمر قال:”توهم بعض أنصار النظام المركزي من إخواننا الأتراك أنّ الغرض من النهضة العربية الانفصال عن الدولة وهو أمر بعيد عن الصحة، فإنّ الأمة العربية لا تريد إِلَّا استبدال شكل الحكم الفاسد- الذي يكاد يودي بالدولة- بالحكم الذي يرجى منه الصلاح والنجاح لنا ولهم، وهو الحكم على قاعدة اللامركزية ولو كانت الهيئة الحاكمة اليوم من صميم قريش لكان موقفنا معها نفس موقفنا هذا”( زين زين ص١٠٠).
إنّ الروح التي تظهر من خلال النص أعلاه تدل على أنّ العرب أرادوا الاستقلال الذاتي للولايات العربية في نفس الوقت طالبوا بإصلاح الأمبراطورية العثمانية كي تستطيع أن تتغلب على مشاكلها.
من ناحية أخرى طالب المًؤتمرون بحرية أوسع للولايات ، وأن يشترك العرب اشتراكاً فعلياً في الحكومة المركزية وأن تنال الولايات العربية استقلالها الإداري، وأن تصبح اللغة العربية. رسمية في البرلمان وفِي دوائر الحكومة المحلية. أمّا الخدمة العسكريةفيجب أن تكون محلية في الولايات السورية والعربية إِلَّا في حالات الاستثناء الأقصى”.
إنّ الأحداث والتصريحات التي تلت المؤتمر تدل على أنّ العثمانيين لم يكونوا صادقين في تنفيذ هذه الوعود رغم كونها معتدلة لذلك في أواخر العام ١٩١٣ تأسّست جمعية عربية سرية هي جمعية العهد التي دعت إلى أسقاط السلطة التركية عنوة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*