ذات صيف – فوز فرنسيس

~

وأنا أرحّب بإشراقة يومه الأول
أتفحّص ملامحه ومعالمه..
وأرقب موكبَه وبي شعور ممزوج بخضرة الأمل وحمرة ألم..

لسنواتِ طفولة رحلت منذ زمن
كانت النفس تصهل لحلوله وترتع غير آبهة بما يدور في فلكها ومدارها..
وسنوات أخرى عالقة أحداثها متمسّكة بخيوط الذاكرة
تتوجّس شرّا يبطّنه تحت إبطه.
سيحطّ رحاله كعادته ثلاثا من الشهور ..

أسمع تغريد الأطيار ناعمًا أنيسا
أهنأ لها وأحسد…
وحين تتعالى ثرثرتها
وتستدعي أن أشنّف السّمع والآذان..
تبقى أرحَمُ وأهدَأ.
يحلو أن أراها تخفق تغزو الفضاء واثقة طليقة..
أحلم وأبغي لو أقلّد..


أرى جداول المياه منسابة تدرك سبلَها عن ظهر قلب..
تسيرُ رغم القيظ وليس من يعيق مسارها.
هلّا أفصحتِ كيف السبيل وهل خطاي إليه اليقين؟!


وأنت في عَليائك
أيّتها المُنبلِجةُ المعلنة انبثاق فجر جديد كل صباح..
أسألك أن ترْأفي بنا ولحالنا
ولا تثقِلي درجةَ غليانك الحراريّة ولو سعرةً واحدة
يكفينا غليان الأرض فينا يكتنفنا من كل صوب..
قلوب البشر ضاقت
والدم مُحتقن في الشرايين..
واحتمالات الاشتعال كاشتعال النار في الهشيم.
صور الغضب لهيب أيّا كانت تؤجّج النّظر ..
يفور الدّمُ الدّم
فكوني هادئةً لطيفة
عدّلي منسوبَ الحرارة..
واسألي الغيوم بيضاء فتُظلّل فضاءنا وتشرح صدورنا بصفحات مُشرّفة..

أعرفكِ بسلطانك وعنفوانك متسلّطة تتحكّمين بالكثير ..
علّميني كيف أصهرُ كلّ ريح عاصفة إن شاءت يوما في الرّحاب تعصف؟
وكيف أقيّد أجنحتها فلا تثور وتثأر؟
ففي أرضي ذهبيّةٌ السنابل في اكتمالها تواضعت..
تنتظر منجلَ الحصاد.
والزهر في وطني احلَولى رغم الشّوك
يتمايل راقصا يشرئب بعنقه يعانق الشجر ..
ولو ذات صيف..

21.6.21

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*