السّاخنة – فوزي حنا

………………………………………..لنبدأ بالاسم:الاسم العربي جاء نتيجة لدرجة الحرارة الثابتة لماء العين، 28 درجة مئويّة، صيفًا وشتاءً، وبسبب دفء المياه تمتّع بها السّكّان طول السّنة. واتّخذَت القرية العربيّة التي أقيمت هنا الاسم ذاته، وهذه القرية التي بلغ عدد سكّانها أكثر من 500 سنة 1948 كانت الحركة الصهيونية قد اشترت 5000 دونم من أراضيها سابقًا، تمّ تهجيرها في أيّار 1948.أما الوادي فيسمّى العاصي ذلك لأنّ بقية العيون الكبيرة في المنطقة وهي جمّاعين والفوّار ومدّوع والجوسق تتّحد في مجرى واحد سُمِّي وادي جمّاعين، إلّا مجرى مياه السّاخنه، فأطلقوا عليها العاصي لأنّه عصي وجرى وحيدًا، وتصبّ هذه المياه في وادي جالوت المتّجه شرقًا ليصب في الأردن قرب مخاضة الشّيخ حسين.أما الأسماء العبريّة، عين عَمال وچان هشلوشا، فالأوّل على اسم التّل الأثري القريب تلّ العاصي، والثاني تخليدًا لذكرى ثلاثة مستوطنين قُتِلوا بانفجار لغم تحت سيّارتهم في أيلول 1938 جنوبي بيسان.السّاخنة واحدة من عيون كثيرة تنبع عند التقاء مرج بيسان وجبال فقوعة.المكان اليوم حديقة وطنيّة، الدّخول برسوم، وبالإضافة للتّمتّع بالمياء النّظيفة الدّافئة، أنصح الزّائرين الانتباه لتنوّع النباتات كالنّخيل والجمّيز والقصب واليرنحين والخرّوب والدّفلى، بالإضافة للسّدّ الرّومانيّ القديم وتحته طاحونة مائيّة، تمّ ترميمها وإعادة الحياة لعجلاتها، كي يرى النّاس عملها، فيسمعوا جعجعةً ولا يروا طحينًا.إلى الشّرق قليلًا حيث تل العاصي أقيم متحف أثري متواضع وجميل، في مدخله أعمدة يونانيّة ورومانيّة ومسطبة فسيفساء بيزنطيّة.وفي الدّاخل موجودات أثريّة تنتمي لحضارات عديدة، وفي المسطبة فتحة مغطّاة بالزّجاج نطلّ من خلالها على قبور منقورة بالصّخر.إضافة لهذا هناك مكتبة لخدمة الزّوّار ، كما تقام ورشات تعليميّة.في الجهة المقابلة، شمالي الوادي نموذج خشبي للاستيطان اليهودي أيّام الثّورة الفلسطينيّة الذي أطلقوا عليه اسم (حوماه ومچدال/ سور وبرج). يرمز للكيبوتس المحاذي (نير داڤيد) على اسم أحد رؤساء الوكالة اليهوديّة، وكان اسمه حين بني سنة 1936 تل عمال. الموقع على شارع 669 المتفرّع من 71  باتجاه الجنوب قرب شطّة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*