خربة السّيح (باط السّيح) – فوزي حنا

في الفترة البيزنطيّة التي امتدّت ثلاثة قرون وزيادة، عرفَ الجليل الغربيّ استيطانًا زراعيًّا مكثَّفًا. ففي منطقة الشاغور لوحدها توجد آثار بيزنطيّة في الرّامة ودير الأسد والبعنة ونحف ومجد الكروم، وحيث بنيت مدينة كرمئيل في مركز الشّاغور توجد ستّ خِرَبٍ بيزنطيّة متفاوتة الحجم، وهي: خربة القبو (קב)، خربة القزّاز (זגג)، خربة الكنايس (כנס)، خربة تليل الحمام (רחץ)، خربة الظَّهر (צוהרה) وخربة باط السّيح (בתה).وهذه الأخيرة ربّما يكون تفسير اسمها من باط الجبل أي سفحه، أمّا السّيح فقد يكون صهريج الماء أو تحريفًا للشّيح وهو اسم نبات.تقع هذه الخربة بمحاذاة شارع يودفات، حيث نستطيع إيقاف السّيّارة هناك والصعود إلى التّلّ على الأقدام.تمّت في العام 1991 تنقيبات أثريّة كشفت قرية محاطة بسور ما زالت بقاياه واضحة في بعض المواقع وفيها  كنيستان كبيرتان مزيّنتان بفسيفساء ملوّن يحوي كتابات يونانيّة، تمّت تغطيته للمحافظة عليه، كما تمّ كشف محاجر استغلّت فيما بعد لتجميع المياه أو لورشات عمل. وفي الموقع درج منقور في الصّخر وخزّان ماء كبير في الجنوب الغربي للتّلّ، كما وجدت آثار معاصر عنب.خربت هذه القرية كغيرها الكثير أثناء الاحتلال الفارسي سنة 614م.من قمّة التّلّ ينكشف لنا منظر جميل للقسم الشرقي من الشاغور والمحصور بين جبل الكمّانة وجبال الجليل الأعلى حيث الرامة الرّابضة في حضن حيدر، كما نطلّ على ساجور ونحف .

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*