حارة الأرمن في القدس – فوزي حنا
- by منصة الراي
- June 11, 2022
- 0
- 580  Views
- 0 Shares
في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من القدس القديمة، حيُ محاط بسور ندخله من جهة الغرب، تبلغ مساحته نحو 90 دونمًا، هو حيّ الأرمن، ويحدّه من الغرب والجنوب شا ع البطريركيّة الأرمنيّة، ويقع المدخل بين باب الخليل وباب صهيون من الداخل، قرب القشله.في داخل الحي توجد مؤسّسات عديدة في مركزها وقرب المدخل كنيسة القديس يعقوب، التي بنيت في عهد الملكة ميليسندا الفرنجيّة، ابنة بلدوين الأوّل ووالدة الثاني وفي الكنيسة تكريس لشخصيّتين تحملان الاسم ذاته، يعقوب الملقّب (أخو الرّبّ) والذي كان البطرك الأوّل لأورشليم وهو مَن ألغى ضرورة الختان، وهنا كان بيته، وتحتفظ الكنيسة بعرشه حتى اليوم، وضريحه موجود تحت مذبح الكنيسة، ويعقوب بن زبدي تلميذ السيّد المسيح يعقوب بن زبدي الذي أعدمه الرومان سنة 44 للميلاد بإلقائه من علوّ ثم ضرب رأسه حتّى الموت، وقد قُطِع رأسه ودُفٓن في حديقة بيت البطرك يعقوب، أما الجسد فيقال إنه في مدينة سنتياچو دي كومپوستيلا في إسپانيا. يقع الضريح في ركن من الجهة الشمالية وله باب خشبي مرصّع بالصدف، وبجانبه مصلّى (هيكل) بيزنطي .وفي الجهة الجنوبيّة المقابلة ثلاثة أحجار من ثلاثة مواقع مقدّسة هي جبل طابور ونهر الأردن وجبل سيناء.ترتفع القبّة المحاطة فوق أربعة أعمدة تمثّل الإنجيليّين الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وتضاء الكنيسة بنور الشمس ومصاريف الزيت.والكنيسة مزيّنة من الداخل بألواح من فن السيراميك الأرمني الجميل الذي صنعه الأرمن في شرق تركيّا.على مدخل الكنيسة لوحان معلّقان على الجدار، أحدهما حديدي لدعوة المصلّين صباحًأ والثاني خشبي للدعوة مساءً، وهما بديل للناقوس منذ منع المماليك قرع الناموس، ثمّ تبعهما ابراهيم محمد علي باشا المصري.يقع المتحف الأرمني جنوبي الكنيسة في مبنى كان سابقًأ كلّيّة لاهوتيّة يتخرّج منها كهنة، وفي المتحف عدّة أجنحة، تروي تاريخ الأرمن والمجزرة (1918-1918)والتي راح ضحيتها 1.5 مليون إنسان، كما توجد لوحات فسيفسائيّة وجدوها في الحي وتعود إحداها إلى القرن الأول قبل الميلاد، ويحتوي المتحف على المطبعة الأرمنيّة الأولى من مطلع القرن التاسع عشر، والمكتبة تحوي مخطوطات منذ بداية القرن التاسع عشر، يصل عددها أكثر من 3000 مخطوطة.في الزاوية الشماليّة الشرقيّة من الحي توجد كنيسة تدعى كنيسة الملائكة أو دير الزيتونة، وقد بنيت هذه الكنيسة على أنقاض كنيسة بيزنطيّة من القرن السادس، وكانت قد بُنيت على أنقاض بيت حنُان حمي قيافا والذي كان رئيس الكهنة، والمذكور في يوحنا 18 بأنّ السّيّد المسيح اقتيد إلى بيته بعد إلقاء القبض عليه، وأوثِق إلى جذع زيتونة ما زالت قائمة في المكان ومنها جاء اسم الدّير.