دير الحبيس – فوزي حنا
- by منصة الراي
- October 2, 2022
- 0
- 907  Views
- 0 Shares
إلى الغرب قليلًا من مستشفى هداسا عين كارم تقع مستوطنة إيڤن سپير والتي جاء اسمها من رواية يعقوب سپير عن يهود اليمن والتي صدرت سنة 1864، بنيت هذه المستوطنات سنة 1951، في موقع عرفه العرب باسم قطره، لذا كان هذا الاسم الأوّل للمستوطنة، وظلّ سكّانها من اليمنيّين والأكراد يستعملونه لسنوات.من المستوطنات نتّجه يمينًا في طريق شديد الانحدار، إلى دير يحمل اسم (دير الحبيس) أو (يوحنّا في البرّيّة)، واسم الحبيس يحمل معنى الانزواء والتّأمّل، وهذا ما فعله يوحنّا المعمدان، المولود في عين كارم القريبة، في بداية حياته التّأمّليّة، جاء في إنجيل لوقا 1(80): 《أمّا الصّبي فكان ينمو ويتقوّى بالرّوح وكان في البراري إلى يوم ظهورها لإسرائيل》.لذا سمّيت هذه المنطقة (البرّيّة الأولى) أما (البرّيّة الثانية) فهي صحراء يهودي التي قضى فيها شبابه.في الموقع عين ماء ومغارة وهذا مكان مثالي للعبادة، لذا أقام المسيحيّون في فترة البيزنطيّين مصلّى ثم الفرنجة حيث أقاموا ديرًا ما زالت بقايا حتى اليوم.وفي العام 1921 بنى الفرنسيسكان الدّير الحالي، لكن في حرب 1948 استولت قوّآت الهچاناه على الدّير، ليلجأ الرّهبان إلى عين كارم القريبة، وحوّل المحتلّون الدّير إلى ثكنة عسكريّة، ثمّ أعيد الدّير إلى أصحابه، ولم يسكنه الرّهبان حتى 1975.تحيط بالدّير أسوار حجريّة ذات بوّابة من اتجاه الشّرق، وفي الدّاخل، إضافة للعين والمغارة، توجد كنيسة وحدائق وبساتين وضريح يقال إنّه مكان دفن إليصابات والدة يوحنّا، إذ يُعتَقَد أنّها تعبّدت في المغارة المجاورة للنّبع قبل أن تحمل وتلد ابنها، وكان أن تعبّد ابنها في الموقع ذاته.وهناك قرب الضّريح بيت للرّإثبات يسمّى (دير البنات أو دير الراهبات).يطلّ الدّير على بيوت وبساتين قرية سطاف المهجّرة، وعلى وادي الصّرار الذي يفصل بينهما.