جسر بنات يعقوب – فوزي حنا
- by منصة الراي
- December 20, 2022
- 0
- 533  Views
- 0 Shares
ليعقوب الذي هو إسرائيل لم يكن له سوى ابنة واحدة هي (دينه). لذا فاسم بنات يعقوب فسّره العرب بأنها دمعات يعقوب التي ذرفها على يوسف، ومن هنا أطلقوا على هذا المعبر (مخاضة الحزن او مخاضة الأحزان) وليس غريبًا أن يكون قربه مقام مقدّس أسموه قبور بنات يعقوب وعينًا معدنيّة دعوها عين بنات يعقوب، أما حقيقة التّسمية فتعود لفترة الفرنجة في القرن الثاني عشر عندما كان الجسر تحت سيطرة الهيكليّين (تمپلارز) الذين أسموه (ڤادوم جيكوڤ) أي معبر يعقوب، وكانوا يؤمنون أنّ يعقوب عبر هنا لملاقاة أخيه عيسو. فرضوا رسومًا على العابرين وجعلوا الدّخل لصالح دير بنات يعقوب في صفد، والبنات هنا هنّ الرّاهبات ويعقوب هو مار يعقوب أحد التلاميذ ولا علاقة له بيعقوب (إسرائيل). أما تاريخ الجسر فيعود إلى عصور تاريخيّة قديمة، إذ استغلّ الناس هذا المكان الذي تقترب المرتفعات الغربية والشرقيّة لبناء جسر لعبور نهر الأردن، فصار هذا المعبر جزءًا من الدّرب الرومانيّة الشهيرة درب البحر (ڤيا ماريس).تجدّد الجسر على مر الزمان، ومن أشهر وأجمل الجسور ذلك الذي بناه المماليك من قناطر من الحجارة المحلّيّة السّوداء، وأقاموا قربه خانًا ليصير من أهمّ محطّات درب البريد.في زمن العثمانيّين جُدّد بناء الجسر، وبنوا قربه خانًا جديدًا، وعند انسحابهم في الحرب العالميّة الأولى نسفوه لإعاقة القوّات البريطانيّة لكن هذه الأخيرة استطاعت عبوره.جدّد الانتداب البريطاني البناء، لكن قوّات الپلماح اليهوديّة فجّرته في 17حزيران 1946 في الليلة التي عُرفت باسم ليلة الجسور، لأنّهم نسفوا 11جسرًا في تلك الليلة، لكن البريطانيّين رمّموه لتنسفه قوّات الپلماح مرّة أخرى في أيّار 1948 لإعاقة الجيش السوري ، لكن هذا لم يمنع السوريين من العبور لبناء رأس جسر باتجاه الجاعونه، حيث اوقفتهم القوات الإسرائيليُة في معركة دامية في موقع يُدعى خان يردا.بقي الجسر خارج الاستعمال باعتباره جزءًا من الحدود، حتى احتلّت إسرائيل هضبة الجولان في حزيران 1967 لتبني الجسر من جديد، ويعتبر اليوم احد المعابر الهامّة بين إسرائيل وهضبة الجولان.وجدير بالذّكر ان نذكر تلك القلعة التي بناها الفرنجة قرب هذا المعبر وأسموها (شستيلا) وأطلق عليها العرب (قصر عتره) ربّما في الأصل عثرة، ذلك لأن صلاح الدّين هدمها حال الانتهاء من بنائها.