كنيسة يوحنّا في سبسطية (جامع سيدنا يحيى) – فوزي حنا
- by منصة الراي
- March 18, 2023
- 0
- 557  Views
- 0 Shares
بدأت أهمّيّة سبسطية الدّيميّة المسبحيّة في القرون الميلاديّة الأولى، إذ ساد الاعتقاد أنّ يوحنّا المعمدان دُفِن فيها، وكان روفينوس الإيطالي من أكوليا أوّل مَن ذكر هذا أثناء إقامته في فلسطين بين 378 و 397م.وفي العام 404 زارت الموقع القدّيسة پاولا التي عاشت وماتت في بيت لحم ودُفنت في كنيسة المهد.في البلدة كنيستان لذكرى يوحنّا، واحدة في السفح الجنوبي للأكروپوليس في المدينة الأثريّة، وتسمّى كنيسة رأس يوحنّا وهي اليوم خربة. أمّا الثانية فهي التي في وسط القرية حيث جامع سيّدنا يحيى، وهي موضوع حديثنا اليوم.المسجد الحالي بني سنة 1892 بأمر السّلطان عبد الحميد على جزء من الكنيسة الفرنجيّة العظيمة التي كان حسام الدّين محمّد الأيّوبي ابن أخت صلاح الدّين قد حوّلها إلى مسجد، سنة 1187 بعد معركة حطّين، إذ أرسله خاله لاحتلال نابلس وجوارها.الكنيسة الأصليّة البيزنطيّة هدمت سنة 614 ثم أعيد بناؤها، وبقيت حتّى 808 ، وحين احتلّ الفرنجة البلادجاءوا سبسطيه، وأخرجوا رفات يوحنّا المعمدان ووضعوها في صندوق من الفضّة، ويُذكَر أنّ الإمبراطور يوليان المرتدّ أمر بإخراج جثمان المعمدان وحرقه، ثمّ قام المؤمنون بجمع ما سلم منها وأعادوا دفنها. وفي المكان بنى الفرنجة كنيسة عظيمة، هي الثانية بعد القيامة، إذ بلغ طولها 50م وعرضها 25م، وأبقى الفرنجة على الدّير الأرثوذكسي المجاور، الذي. كان فيه مقرّ المطرانيّة كما يقول بوركهارد من جبل صهيون الذي زار المكان سنة 1283.كانت الكنيسة على نمط البازيليكا، يقسمها صفّان من الأعمدة إلى ثلاث قاعات أكبرها الوسطى التي تنتهي إلى حنية مضلّعة.بدخوىنا إلى المبنى من الغرب تبهرنا عظمة البناء التي تظهر من بقايا الأعمدة والأقواس والجدران، في الدّاخل يوجد مبنيان صغيران، على اليسار متحف صغير وجميل، وعلى اليمين مقام يوحنّا (مقام سيدنا يحيى)، في المدخل نلاحظ وجود باب حجري قديم كان يغلق المقام، وتمثالين من أصل ستّة قامت إسرائيل بنقل أربعة منها إلى متحف روكفلر في القدس بمناسبة مؤتمر لجمعيّة الدراسات الصّليبيّة، وللآن لم تقم بإعادتها.في الدّاخل ضريح يوحنّا وضريحان آخران، تقول المصادر أنّهما للنّبيٌّين أليشع وعوڤاديا، وفي مصادر أخرى زكريّا وأليصابات، ويقول الراهب الفلسطيني جون روفوس الذي زار الموقع في الفترة البيزنطيّة سنة 512م إنه رأى مصلّى صغيرًا داخل الكنيسة محاطًا بحواجز من قضبان متصالبة، لوجود تابوتين مغطّيين بالذهب والفضّة، وأمام كل واحد منهما مصاببح مشتعلة على الدّوام، واحد منهما ليوحنّا والثاني لأليشع، وهناك عرش مغطّى بقماش لا يجلس عليه أحد.شرقي المقام بقايا الكنيسة، يظهر موقع باب من الجنوب كان يربط الكنيسة بالدّير، وتظهر الأعمدة والأقواس بشكل مدهش، تنتهي اىقاعة إلى الجامع الذي يحتلّ جزءًا من مساحة الكنيسة.