أم العلق – فوزي حنا

قرية وعين ماء في الطرف الجنوبي الغربي لسلسلة الكرمل، شمالي خربة الشونه، ربّما جاء اسمها من كثرة العلق في مياهها، ارتبط اسمها باسم (ميماس) او (ماماس)، ربّما من (الميامس) وهو الماء الآسن، كثرت اسماء ميماس وميامس وماماس في الكثير من المواقع التي فيها عيون، مثل تل ميماس غربي ابو سنان، قرب عمقا.هنالك مَن يطلق على الشونة المجاورة اسم ميماس.من آثار ام العلق ما يعود إلى أيّام الإغريق والرومان والبيزنطيّين، ومنها قلعة إغريقيّة هرميّة ذات ثلاثة طوابق، اكبرها اسفلها وأصغرها أعلاها، مدخلها من الشرق، يبدو انّها بنيت لحماية العين، سُمك جدرانها ثلاثة امتار، ارتفعت على زواياها وفي وسط جدرانها ابراج بارزة.أمّا العين فقد حفر الإنسان نفقًا داخل الأرض، لبعد نحو 35 مترًا ليوسّع الحفر مكوّنًا مغارة لتجميع أكبر كمّيّة من الماء من  الطبقة الحاملة له. في النفق توجد انابيب فخّاريّة بقطر 20 سنتمترًا، وبعد خروج المياه من النفق تجري في قناة مسقوفة إلى بركة سعتها 250 مترًا مكعّبًا، قد تكون بداية احد المشاريع إلى قيساريه.وإلى جانب البركة آثار حمّام روماني، ما زالت معالمه واضحة من بيت النّار وغرف الهواء الساخن (هيپوكاوست) وغرفة الاستقبال (إيپوديتاريوم) والغرفة الباردة (فريجيداريوم) والفاترة (تيپيداريوم) والساخنة (كلداريوم).فوق العين توجد بقايا بناء دائري كان برجًا للحمام (كولومباريوم).أمّا القرية العربيّة من زمن العثمانيّين فتوجد آثارها فوق القلعة، وفي مركزها بيت الافندي، وكان مالك الارض في نهاية القرن التاسع عشر سليم الخوري من حيفا، والذي امتلكها من السلطة العثمانيّة سنة 1880، وفي العام 1913 اشترتها شركة (پيكا) الصهيونيّة بتمويل عائلة روتشيلد الغنيّة، وأقاموا مستوطنة يهوديّة في 1921 حملت اسم (تل تسور) .وهذا ادى في النتيجة لخراب القرية العربيّة التي سكنها فلّاحون.عانى السكّان الجدد من الملاريا وشظف العيش، ممّا دفعهم لترك المكان عام 1924، وفي العام 1939 استيطان جديد لمجموعة جديدة لم تصمد إلا سنوات قليلة  حتى 1943، حيث ترك المكان نهائيًّا.بعد قيام دولة إسرائيل أجريت حفريّات وترميمات وتحسينات، لتسهيل الوصول والتجوّل والاستمتاع بهذا الموقع التاريخي الجميل، وفي السنوات الأخيرة تمّ غرس البساتين المثمرة حول العين.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*