Blog Detail

تلّ الصافي، اسم قرية عربيّة مهجّرة من قضاء الخليل، على مقربة من عجّور، بلغ عدد سكّانها عشيّة نكبتها نحو 1300 نسمة، وموقعها فوق مرتفع طوپوغرافي وفوقه تلّ أثري ارتفاعه 213م فوق سطح البحر و100م عن السّهل المحيط، وهذا أعطى الموقع مكانة استراتيجيّة، جعل الإنسان يستوطنه منذ عهد الكنعانيّين قبل نحو أربين قرنًا، وربّما كانت هنا إحدى مدنهم والتي حملت اسم جت التي ذكرتها وثائق حملات تحوتموس الثالث (1488 ق.م.)، وتشير التوراة إلى انّها مسقط رأس جوليات الفلسطيني.ولأهمّيّة الموقع ذكرته خريطة مادبا الشهيرة، وجاء اسمه هناك (صافيتا).بنى الفرنجة هنا قلعةً سنة 1142 أطلقوا عليها اسم (بلانش چارد) أي الحارس الأبيض، ذلك لأن التلّة مكوّنة من صخر طباشيري ابيض، تغطّيه طبقة سميكة من النّاري. من فوق القمّة نشرف على منطقة واسعة، تمتدّ من جبال الخليل شرقًا إلى البحر غربًا ومن الرّملة شمالًا إلى شمال النقب جنوبًا. ويقول احد المؤرّخين إن الفرنجة بنوا طوقًا من المستوطنات الزراعيّة في السهل المحيط للقلعة، من اجل المزيد من الحماية وتزويدها بالغذاء.بعد معركة حطّين 1187 تسلّمها صلاح الدّين، ثمّ استعادها ريتشارد قلب الأسد سنة 1192، بعد ان دمّرها صلاح الدّين ليمنعهم من الاستفادة منها. عادت ليد الأيّوبيّين في صلح الرّملة، وبقيت بأيديهم حتى تسلّمها الفرنجة مرّة أخرى سنة 1241، ثم استعادها الأيّوبيّون سنة 1244، وبقيت بدمارها تحت سيطرتهم، دون ترميم او إعادة بناء.في العام 1899 نفّذت بعثة من صندوق الاكتشافات الفلسطينيّة (P.E.F) تنقيبات أثريّة في الموقع، فوجدت آثار استيطان من العصر البرونزي الكنعاني، وتواصل الاستيطان حتّى تهجير القرية العربيّة في العام 1948.