أدب وفن هم بكرة لبكرا سلام الراسي

كانت الأحداث في أوج احتدامها، وكنت أركب سيارة
سرفيس فيها رجال أجهل أصلهم وفصلهم، لكن بارك الله في أصل اللبنانيين وفصلهم، إنّهم يتعارفون بدون مقدمات ويتسامرون حتى في أحلك الأوقات .
وتناول راكب عن يميني حبل الحديث ،قال:
— ما خفت حدة القتال حتى نزلنا أنا وفلان لجمع القتلى من الشوا،ع. التقطنا ثمانية قتلى حشرناهم في صندوق السيارة فامتلأ، وإذا إمرأة تطل من شباك بيتها وتصيح:
المروءة يا شباب! يا إخوان! زوجي مقتول ومطروح قدامي منذ أربعة أيام! فقلنا لها : صندوق السيارة ” كومبليه” ولا مكان فيه لقتيل آخر……قالت المرأة بمرارة: ولو يا جماعة! زوجي انتن ورائحته تملأ البيت ولا يوجد في الحي من يساعدني في نقله من هنا .
ومسح محدثنا أنفه بكمه وأضاف:
-قلت لا بل يجب أن نجد حلاّ لمشكلة هذه المرأة المسكينة… أنزلنا زوجها المقتول، أنزلنا أحد قتلى السيارة، أعطيناه للمرأة، وأخذنا زوجها عنها.
فصاحت، يا ويلكم أبدلتم قتيلاّ بقتيل
قال:
سلامة معرفتك! أبدلنا “قتيل بايت” ” بقتيل طازة”
المهم، نقضي اليوم هم اليوم، وهم بكرا لبكرا.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*