باب الرّحمة – فوزي حنا
- by منصة الراي
- February 13, 2024
- 0
- 314  Views
- 0 Shares
يظهر في الصّورة باب مغلق في السور الشرقي للقدس والحرم القدسي الشّريف ، واسمه ( باب الرّحمة ) وهو عبارة عن بابين متجاورين ، أحدهما ، الجنوبي، يسمّيه المسلمون (الرّحمة) والآخر، الشمالي، (التّوبة) ، ويسمّى أيضًا باب الحيات الأبديّة. يعتقد بعض المفسّرين للقرآن الكريم أنّه المقصود بالباب المذكور في سورة الحديد 13 (فضربَ بينهم بسور له باب باطنه الرّحمة ومِن قِبَله العذاب ) ، ذلك لأنّه يربط أو يفصل بين الجبل المقدّس (الرّحمة) وبين وادي النّار الذي يذكّرنا بجهنّم (العذاب)، وهو المعروف اليوم باسم وادي قدرون ،سمّاه الفرنجة (الباب الجميل ) لاعتقادهم أنّه المقصود بما جاء في أعمال الرّسل 3/2 ( كانوا يضعونه عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل ) كما يسمّى في بعض (الباب الذّهبي، أو باب الذّهب) ، وكانوا يفتحونه مرّتين في العام ، في أحد الشعانين كي تدخل المسيرة القادمة من جبل الزّيتون ، وذلك لاعتقادهم أن السّيّد المسيح دخل منه في أحد الشعانين عندما دخل المدينة المقدّسة، كذلك في عيد الصّليب لاعتقادهم أنّ البيزنطيّين بقيادة هرقل دخلوا منه بالصّليب الذي أستعادوه في العام 631 م، من الفرس الذين كانوا قد سلبوه في غزوهم سنة 614م.أغلقَ الباب نهائيًّا في الفترة الأيّوبيّة لأسباب أمنيّة بعد دخول صلاح الدين الايّوبي بعد انتصاره في معركة حطّين سنة 1187، ثمّ حافظ العثمانيّون على هذا التقليد بعد بنائهم للاسوار سنة 1542م وما زال مغلقًا حتى اليوم . (جدير بالذكر أنّ كلّ الأبواب المفتوحة للحرم هي من داخل الاسوار المدينة)، وهنالك إيمان عام أنّه سَيُفتَح يوم القيامة، لتكون الدينونة في المدينة المقدّسة . ومن أسمائه أيضًا ( باب الذّهب ) .في داخله من جهة الحرم مصلّى باب الرّحمة، وفيه اعمدة كورنتيّة بيزنطيّة جميلة، وقيل إن حجّة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي اعتكف هنا وألّف كتابه (إحياء علوم الدّين). في المقبرة الإسلاميّة المحاذية للباب من الخارج، من جهة وادي قدرون، يوجد ضريحان احدهما للصّحابي شدّاد بن أوس(هو ابن أخ الشاعر حسّان بن ثابت)، وعنه قال عبادة بن الصّامت (إن شدّاد بن أوس من الناس الذين أوتوا الحلم والعلم) ، وضريح عُبادة بن الصّامت الذي كان قاضي فلسطين الاوّل، وله قال عمر بن الخطّاب: (قبّح الله ارضًا لستَ فيها وأمثالك) .