مقام النبي شعيب في حطّين – فوزي حنا

في الخامس والعشرين من نيسان من كلّ عام، تتمّ زيارة جماهيريّة احتفاليّة لمقام النبي شعيب في حطّين، وبداية هذا التقليد، جاء باتّفاق مشايخ الطائفة المعروفيّة سنة 1884 بعد أن انتهى ترميم المقام بمسؤوليّة المرحوم الشيخ مهنّا طربف وتمويل متبرّعين أفاضل، وقد جاء اختيار التاريخ لاعتبار نيسان شهر الخير والحياة، ويناسب الناس باغلبيتهم الفلّاحيّة. يُنسَب المقام للنّبي شعيب، أحد الأنبياء العرب (هود وصالح وشعيب ومحمّد)، وقد ذكره القرآن الكريم إحدى عشرة مرّة في اربع سوَر هي الأعراف وهود والشعراء والعنكبوت، ويوصف بخطيب الأنبياء، وله في الجليل اكثر من موقع، ففي الرامة قرنة النبي شعيب وقرب فراضيه رجم النبي شعيب ثمّ سدرة النبي شعيب في ارض المغار.يُنسَب المقام الأوّل لصلاح الدين الأيّوبي عندما انتصر في معركة حطّين ونفّذ وعده ونذره ببناء المقام.ذكره الرّحّالة الفارسي ناصر خسرو في السفرنامة سنة 1047 بقوله:ثمّ يمّمتُ شطر الجنوب فبلغت قرية تسمّى حظيرة، وفي الجانب الغربي منها واد به عين ماء عذب تخرج من الصخر، وقد بني امامها مسجد على الصخر، به بيتان صخريّان فوقهما سقف من الحجر أيضًا وعليهما باب صغير يستطيع الزائر دخوله بصعوبة، وهناك قبران متجاوران أحدهما لشعيب عليه السلام والثاني قبر ابنته التي كانت زوجة موسى عليه السلام، ويعنى اهل القرية بهذا المسجد عناية فائقة من تنظيف وإنارة وغير ذلك.(ملاحظة: يؤمن المعروفيّون أن النبي شعيب معصوم عن ملذّات الدّنيا). يُعتَبر المقام مقدّسًا لدى المسلمين السّنّة والموحّدين المعروفيّين، وقد زاره مريدوه من انحاء سوريّا ولبنان وفلسطين في أيّام الدولة العثمانيّة، وبعد الحرب العالميّة الأولى وتقسيم المنطقة بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني قلّ عدد الوافدين إليه من وراء الحدود، وتوقّف كلّيًّا بعد 1948.بعد قيام دولة إسرائيل منح رئيسها الثاني يتسحاك بن تسڤي الطائفة المعروفيّة الحق المطلق بإدارة المقام، لذا دابت الطائفة على تطويره وتهيئته لخدمة زوّاره.المبنى الأساسي القديم يشمل مصلّى وضريح مغطّى بستار أخضر رمز الحياة، ووراءه نقش جاء فيه:(صباحك مقرون بعزّ وهيبةٍوبابك مفتوح لكلّ الخلائقِأتيتُ  لبابك  سائلًا  متذلّلًابأن تعفو عنّي يا إلهي وخالقيوتمنّن عليّ بتوبةٍ مقبولةٍوترحمني يوم عرض الخلائقبأشرف مولودٍ وخير وسيلةٍوأعظم مطلوب وأفضل سابقِ)وتنتهي قاعة الصلاة بمحراب باتّجاه الكعبة، وفيه أثر قدم النبي شعيب تدوس على الأفعى. ويُحظَر الدوس على هذه البلاطة، كما هو محظور على العتبة، والدخول مشروط أيضًا بخلع الحذاء.في العقود الأخيرة بنيت قاعات وغرف للتشاور والاحتفال واستقبال الزائرين، كما تمّ تطوير الساحة لراحة الضيوف، وتضمّ ساحة المقام عين ماء عذب.زيارة المقام ممكنة شريطة مراعاة قدسيّته من حيث اللباس والسلوك الحسن.نصل عبر شارع 7717 المتفرّع من شارع 77 قرب المدخل الغربي لطبريّا.زيارة مقبولة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*