مقالات تاريخية حفر قناة السوبس ١٨٥٩- ١٨٦٩ – بقلم اسكندر عمل
- by منصة الراي
- December 15, 2024
- 0
- 261  Views
- 0 Shares

كانت فكرة حفر قناة تربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر فكرة قديمة، ولكنّ الاعتقاد الذي ساد أنّ ذلك سيؤدي إلى تيّار مائي لأنّ البحار ليست على مسنوى واحد.بعد انتشار نظرية الأواني المستطرقة، التي تؤكّد انّ البحار على مستوى واحد بدأ التفكير بحفر قناة كهذه.
المهندس الفرنسي فيرديناند دي لسبس كان المشرف على عملية الحفر وحاكم مصر كان سعيد باشا الذي توفي في منتصف عملية الحفر ١٨٦٣( عملية الحفر استغرقت ١٠ سنوات ١٨٥٩-١٨٦٩) وجاء بعده الخديوي اسماعيل الذي استمرّ في عملية الحفر.(كان لقبه اسماعيل باشا قبل ان يشتري لقب خديوي من السلطان العثماني بعد انهاء عملية حفر قناة السويس).
كانت عملية الحفر التي بدأت من البحر المتوسط صعبة لأن المنطقة كانت منطقة مستنقعات وقد مات الآلاف من العمال المصريين الذين كانوا يعملون بالسخرة حسب امتياز القناة، وكان الحفر يدويا، وقد تذمّر العمال المصريين من هذا الوضع وهذه الظروف، فاستغلت شركة القناة ذلك واعتبرته إخلالا بالامتياز،وطلبت بتعويض كبير كي تشتري آلات الحفر
لإتمام عملية الحفر وهذا الأمر أجبر الحكومة المصرية على الاستدانة وبيع جزء من أسهمها في الشركة.
في الوسط كانت عملية الحفر أسهل لوجود الآلات وعبور القناة في منطقة بحيرات كبحيرة التمساح والبحيرة المرة الكبيرة والبحيرة المرّة الصغيرة. بعد انتهاء عملية الحفر بنى اسماعيل باشا قصورا كي يستضيف بها ملوك اوروبا الذين دعاهم إلى الاحتفال الكبير الذي أقامه احتفالا بحفر القناة وهذا كلفه اموالا طائلة إضافة للأموال التي بذّرها على شراء اللقب ودفع التعويضات لشركة القناة وأمور أخرى وهذا كلّه أغرق مصر في ديون وأزمة مالية خانقة أدّت إلى زيادة التدخل الاجنبي وبالتالي إلى احتلال مصر.