Blog Detail

 يمرّ الزّمان وتعرف البلاد تقلّبات كثيرة، إلى أن جاء الفرنجة وبنوا هنا قلعة عظيمة حملت اسم (ميرابل) اي المنظر الجميل، وكانت تابعة لعائلة متنفّذه هي عائلة إيڤلين، وفي النّاحية الأخرى من الطّريق، على النّبع، وعلى انقاض مدينة أنتيپاتريس، بنوا قلعة أخرى أطلقوا عليها اسم (فونتييس سورديس) أي المياه الهادئة.

في العام 1187 انتصر جيش الأيّوبيّين في معركة حطّين، لتخضع هذه الفلعة كغيرها لهم، فقاموا بهدمها خشية عودة الفرنجة والاستفادة منها، لكن الفرنجة سرعان ما ايتردّوها سنة 1191 فرمّموها، لتبقى على حالها حتّى جتء المماليك بقيادة بيبرس وهدموها سنة 1262، وظلّت على خرابها إلى مطلع العهد العثماني، حيث بنيت قرية في القرن السادس عشر حملت اسم (مجدل يابا) أي مجدل يافا، وبقي الاسم حتّى الفرن الثامن عشر حين عيّنت السّلطات رجلًا من حمولة الرّيّان من جمّاعين اسمه صادق، مسؤولًا مِن قِبَلها عن القرية وأرض (النّزلة) المحاذية، سكن الرّجل في القلعة بعد ترميمها، وصار اسم القرية (مجدل الصّادق)، لكنّ هذا الرّجُل نُفِي لخلاف بينه وبين السّلط التي رات أنّه تجاوز صلاحيّاته المعطاة له.

لكنّ الاسم بقي والقرية بقيت، عمل سكّانها في فلاحة الأرض، وفي مطلع القرن العشرين اعتمدوا ايضًا على المحاجر وصناعة الكلس.

في 12 تمّوز 1948 هاجمت قوّة إسرائيليّة من لواء چولاني القرية ضمن عمليّة داني، فانسحبت حاميتها العراقيّة، ليدخلها المهاجِمون، وفشلت محاولة العراقيّين باستعادتها.

دُمّرت القرية بعد تهجير أهلها الذين كان عددهم آنذاك نحو 1550نسمة، وصار المكان منطقة حدوديّة بين إسرائيل والمملكة الاردنيّة، لذا توقّف العمل في المحاجر حتّى احتلال 1967.

في العام 1994 أعلنتها السّلطات المسؤولة حديقة وطنيّة بمساحة 30 دونمًا في مركزها القلعة، دعوها (الحديقة الوطنيّة مجدل الصّادق)، ثمّ في العام 2005 توسّعت الحجيقة لتصير 1700 دونم، وفي أعقاب ذلك أجريت تنقيبات أثريّة في السنوات 2006 و 2009 و 2010 و 2016، ثمّ تمّت أعمال تطوير، ليتمّ فتحها امام الجمهور سنة 2021.

يستطيع الزّائر اليوم ان يرى القلعة وأقسامها، وفيها يتمّ عرض تاريخ المكان بالصّوت والصّورة، كما ان التّلّة الشماليّة التي يظهر فيها مقام براز الدّين (لم اعرف مصدر الاسم وصاحبه)، ومن الموقعين يتجلّى جمال المحيط، حيث نشرف على مناطق واسعة وجميلة. هذا وتمّ بناء طرق في حواكير البلد ومحاجرها والبركة الموسميّة التي فيها تنوّع من النبات والطّيور والبرمائيّات.

الدّخول من المدخل الجنوبي لمدينة روش هعاين.