حدث في مثل هذا اليوم – 24 تموز 1920

في الرّابع والعشرين من تمّوز عام عشرين وتسعمائة وألفٍ وعلى ثرى ميسلون استبسل يوسف العظمة وثلاثة آلاف جندي في معركة غير متكافئة ضد جيش فرنسا المستعمِرة بدبّاباته وطائراته. كان القتال عنيفا وعدد الشّهداء وعلى رأسهم البطل يوسف العظمة كان كبيرًا.
رغم فشل الأبطال السّوريّين في صدّ الاحتلال الأجنبي لبلادهم، تعتبر موقعة ميسلون أول مواجهة عسكريّة جريئة ضدّ الاستعمار الفرنسي، وقد أثبتت للفرنسيّين منذ اليوم الأول للانتداب أنّ الشّعب السّوري لن يكون شعبا متخاذلا وسيقاوم الاحتلال بكل قوّة مهما كلّفه ذلك من تضحيات.
لقد أفشل السّوريّون بوحدتهم ومقاومتهم الّتي لم تتوقّف يوما محاولة تقسيم سوريا إلى أربع دويلات على أساس طائفيّ، دولة للعلويّين في جبل النصيريّة، دولة للدّروز في جبل الدّروز، دولة لبنان الكبير للمسيحيّين  (الّتي نجحوا في سلخها عن سوريا بناء على مؤامرة سان ريمو)،ودولة سوريا في الأجزاء الباقية من سوريا. ونجح السّوريّون نتيجة ثوراتهم المتواصلة، وأبرزها الثّورة العربيّة الكبرى بقيادة البطل سلطان باشا الأطرش في طرد المحتل المستعمر عام ستّة وأربعين وتسعمائة وألفٍ.
المتتبّع للأحداث في سوريا في العامين الأخيرين والحرب الكونيّة الّتي تواجهها سوريا، يرى محاولة تمرير مشاريع فشل الانتداب والاستعمار تمريرها، محاولات القضاء على الصّمود العربي الوحيد والممانع، عن طريق تفكيك سوريّا وتحويلها إلى دويلات طائفيّة ضعيفة متناحرة.
إنّ الشّعب السوري الّذي أفشل هذه المخطّطات في الماضي وحقّق لسوريا استقلالها وحرّيتها قادر على دحر كل المؤامرات، وقد أثبت بصموده البطوليّ أنّه مصمّم على قطع دابر الإرهابيّين والتّكفيريّين الّذين غزوا وطنه وعاثوا فيه فسادا، وأملنا أن يختار المعارضون السّوريّون الحوار للوصول إلى ما يطالبون به من إصلاح وذلك لقطع الطّريق على المخربين والمتآمرين على الوطن وأبنائه.
من نضال عاثر مصطخب لنضال عاثر مصطخب
شرف الوثبة ان ترضي العلى غلب الواثب ام لم يغلب
صباح الخير لابنتي الغالية ميسلون ولحفيدتي الأمّورة شام ،متمنيا للشّام وسوريا أن تبقى حصنا يحمي ويصون كل الشّرفاء من أبناء شعبنا .

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*