فالوحش يقتل ثائرا – اسكندر عمل
- by منصة الراي
- August 21, 2017
- 0
- 12329  Views
- 0 Shares
فالوحش، يقتل ثائراً والأرض تنبت ألف ثائر
الثورة الجزائرية، ثورة المليون ونصف شهيد، انتصرت بعد سبع سنوات من النضال المستمر، انتصرت رغم طائرات فرنسا ودباباتها ومدافعها، رغم وحشيتها وشراستها، وقد كتب الشعراء الكثير عن هذه الثورة وعن معاناة الجزائريين اثناءها، من سجن وتنكيل، وكتب الشاعر الفلسطيني محمود درويش في ديوانه أوراق الزيتون الذي أصدر عام 1964 أي بعد انتصار الثورة الجزائرية بسنة واحدة كتب قصيدة بعنوان “اوراس” إختار منها هذه الابيات :
أنا قبلما اعطيتني نور الحياة ولدت ثائر
لو تسألين الصخر و الغابات والسفح المكابر
لو تسألين الساحل المذبوح والشط المهاجر
لو تسألين ذراع طفل علقوه على الخناجر
لو تسألين بكارة العذراء تشوى بالسجائر
لو تسألين حذاء جندي ٍ يدق ُ على الحرائر
بقرت ْ حراب النذل بطن َ الحاملات ِ وظلّ حائر
فالوحش يقتل ثائراً والأرض تنبت ألف ثائر
يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت َ المقابر
الشّاعر محمود درويش يقول على لسان كل ثائر جزائري أنّه قبل أن يولد وقبل أن يمنحه ثرى الجزائرالحياة ولد ثائراً. إنّ كلّ شيء في الجزائر المستعمرة يدعو إلى الثّورة، إنّ معاناة الجزائريّين، ساحلهم المذبوح، شاطئهم الّذي هجره الجزائريون بسب استيطان الفرنسيّين ، أذرع أطفالهم الّتي قطعها المستعمر بخناجره، العذارى الّتي شُويت بكارتهن بالسّجائروالفتيات الصّغيرات الّلواتي داسهنّ جنود الاحتلال بأحذيتهم، النّساء الحوامل الّلواتي بقربطونهن العدو ولا يزال متعطّشاً للدّم، كلّ هذا يحثّ على الثّورة، لكنّ الوحش المستوطِن المستعمِر يستمرّ في القتل، والشّعب الجزائري يقول: عندما يقتل ذلك الوحش ثائراً واحداً منّا تنبت أرضنا ألف ثائرمكانه، ولو استشهدنا وجرحنا جرح الكرامة والكبرياء فإنّ قبورنا ستحارب المحتلّ.