“الغرقان يتعلّق بقشّة” – راضي كريني

تعرفون قصّة الذي وقع في حفرة عميقة، فجاء صديقه وقفز إليها؛ لأنّه يعرف مخرجًا منها؟
وقع شخص في حفرة عميقة وواسعة، حاول وجدَّ وثابر وواظب وداوم وتأهّب ودأب وكافح وكدح وناضل و… من أجل الخروج من الحفرة، ولم ينجح. بدأ بالصراخ، وبطلب النجدة، “واستعمل الخلويّ”، واستجمع عقله وقواه ودعواه وصلواته و… ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل. سمع حشد من رجال الدين، من كافّة الأديان والمذاهب؛ تعاطفوا و… وتضامنوا؛ فرموا له بكتب وكراريس صلوات، وطلبوا منه الإكثار … والتقوى والاتّكال، وتركوه وحيدا. ثمّ مرّ بجانبه حشد من التجّار، هبّوا لإنقاذه؛ فرموا له الملابس والأحذية وبعض الحلوى والمعلّبات الغذائيّة وزجاجات الماء المعدنيّة والخمر و… ؛ فتساءل: كيف الخروج من الورطة؛ فردّ عليه جمع من “المثقّفين الثوريّين المحفلطين والمزملطين الأنتيكات، والغرقانين في المأكولات والملبوسات”: أنت تحتاج إلى عمل ثوريّ؛ لذلك لا بدّ من الإلمام بالنظريّة الثوريّة! فرموا له الكراريس والمقالات التي تفجّر الإبداع الثوريّ والتحرّريّ، وتفكّ الأسر، وتبعث إلى الانعتاق والحريّة والترشّح للهيئات والمؤسّسات الشعبيّة والرسميّة، و… لكن… أخذ يبكي ويولول ويلطم و…؛ فسمعه سلمان وابنه الأمير محمّد، فحضرا على وجه السرعة على … ووعداه برميه بجزيرتي تيران وصنافير محمّلتين بالسيوف الذهبيّة المرصّعة بالمجوهرات الثمينة والنادرة و…، ورموا له ساعة أثمن من كلّ الساعات التي “أهدوها” لترامب ليسجّل ساعة نهايته! سمع ترامب بذلك؛ فاستقلّ بساط الريح، وحضر إلى مكان الحفرة واقترب منها، وقفز إليها …استغرب …، وسأله لماذا فعلت ذلك؟! ضحك ترامب، وقال: ” أنا سريع الممارسة، وعدوّ الزحام والزكام، وأشمّ رائحة المال والنساء والساعات الثمينة في كلّ ربيع، وفي الجوّ البديع، وأغري وأفتن النساء بكم كلمة فاضية، وبكم اصطلاح، وبفبرك الحلول لحلّ المشاكل الأمنيّة والاقتصاديّة و…، وهات الساعة قوام!”.
فصرخ في وجهه …، وقال له: أيّها المتحرّش والعنيف جنسيّا، والمختلس و… والطامع اجتماعيّا واقتصاديّا، هل نشأت في القاهرة؟!
– لماذا؟
– لأنّك أخطر رجل في العالم، وهي تمّ تصنيفها من مؤسّسة طومسون رويترز، في أوّل استطلاع دوليّ لآراء خبراء ، كـ”أخطر” مدينة كبرى على ظروف معيشة النساء، في المدن التي يزيد عدد سكّانها على 10 ملايين نسمة، في أنحاء العالم.
– كنتُ فيها، وفي كراتشي الباكستانيّة، وفي كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطيّة، وفي نيودلهي الهنديّة، واستغرب تصنيف لندن كأفضل المدن الكبرى للنساء؛ لأنّني …
– ماذا؟
– لأنّني أشعر بخوف وقلق “تيريزا ماي”وأعرف عن مشاعرها السلبيّة التي تؤثّر على حياتها وصحّتها و…
– وأنت لا تخاف؟
– أنا أخاف من الفضائح؛ فأتعامل معها بحذر؛ وأجعلها دافعا، كي لا تكون عائقا، أتجنّبها بالهبوط إلى الحفر؛ فهبوطي أوصلني إلى نجاحي … ونجاحي أوصلني إليك!

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*