فالنسيا “بطل الليغا المنتظر”.. كابوس يؤرق برشلونة وريال مدريد!
- by منصة الراي
- October 22, 2017
- 0
- 894  Views
- 0 Shares

الحُلم الغائب مُنذ 13 عامًا..
خطف فريق فالنسيا الأضواء من الجميع هذا الموسم في الدوري الإسباني، بعد العروض الرائعة، والنتائج القوية التي يقدمها أبناء المدرب المحلي مارسلينو تورال.
فبعد إنقضاء تسع جولات من عمر الليغا، حجزت الخفافيش مقعدها في الوصافة وبفارق 4 نقاط عن المتصدربرشلونة، والفائز بدوره اليوم ضد مالاجا بهدفين دون رد، رافعًا رصيده إلى 25 نقطة.
ووجه النادي العريق رسالة شديدة اللهجة إلى كل الفرق الإسبانية، بعدما سحق اليوم مضيفه إشبيلية بأربعة أهداف نظيفة في معقله “مستايا”، وهي النتيجة التي لم يحققها مثلا البطل ريال مدريد هذا الموسم.. وكأن القدر أراد أن يعاقب مدرب الفريق الأندلسي، إدواردو بيريزو، عندما أطلق تصريحه قبل المباراة “مواجهة فالنسيا ليست نهائي، هي نفسها نفس نقاط مباراة ليغانيس”.
النجاعة الهجومية..
بات فالنسيا صاحب ثاني أقوى خط هجوم في المسابقة (25 هدف) بعد البلاوغرانا الذي يسبقه بهدف وحيد، ومما قد يبث الرعب في قلوب بعض الأندية هو تسجيل الفريق 16 هدفًا في آخر أربع مباريات (ستة منهم في مباراة ريال بيتيس)، وهو ما يعكس النعاجة الهجومية التي أحدثت بالفريق.
زازا هو أول لاعب غير إسباني في تاريخ فالنسيا يسجل في خمس مباريات متتالية.. منذ أسطورة الأرجنتين ماريو كيمبس
لأول مرة منذ العام 1948 يتمكن فالنسيا من تسجيل 25 هدفًا خلال أول تسع جولات بالليغا.
القتال..
ولم تستحدث النجاعة الهجومية وحدها على الفريق الذي حل في المركز الـ 12 الموسم الماضي وما قبله، بل امتدت إلى القتالية في الأداء والرغبة في الفوز، كتلك المباراة التي أمّن سيمويني زازا نقاطها الثلاث قبل النهاية بدقائق ضد ريال سوسيداد في الأنويتا، بعدما كانت تسير المقابلة نحو التعادل.
الكل يسجل.. الكل يصنع
وإزدادت نقاط قوة الفريق رفقة مارسلينو، عندما حوّل فالنسيا إلى فريق جماعي –وليس فريق النجم الواحد- حيث اشترك جُل لاعبو الفريق في التسجيل والصناعة، وهو ما يعكس العمل المنظومي المتميز الذي عكف عليه المدرب الإسباني.
لم يتذوق فالنسيا طعم الهزيمة هذا الموسم بعد.. رفقة برشلونة وأتليتكو مدريد
فعند التمعن في إحصائيات الفريق سنجد أن لاعبو الوسط، كوندوجبا، سولير،مورينيو، باريخو،سانتي مينا، وأندرياس بيريرا قد سجلوا أهدافًا، بالإضافة إلى المدافع ناتشو فيدال.. ناهيك عن وصيف قائمة الهدافين سيموني زازا الذي زار الشباك في 8 مناسبات، بمجمل 9 لاعبين تمكنوا من التسجيل.
الفريق أولًا..
أما على مستوى الصناعة فقد مرر 10 لاعبين مختلفين أهدافًا لزملائهم، يتصدرهم البرتغالي المتألق غونكالو غويديس (5 أهداف) إضافة إلى متوسط الميدان صاحب الرئات الثلاث سولير الذي صنع (4 بدوره).. كل هذه الأرقام تبين مدى جودة لاعبي فالنسيا وتطور عقلياتهم التي باتت تخدم مصلحة العمل الجماعي وليس الفردي، وهذا هو ما أشار إليه زازا في تصريحه عقب الفوز بجائزة لاعب شهر سبتمبر..
“جائزة أفضل لاعب في الشهر يجب أن تنسب للفريق كاملًا”.
الدفاع..
خرج الفريق في أربع مناسبات بشباك نظيفة من أصل تسع، وسكنت شباك الحارس نيتو 10 أهداف، وإذا ما قارنا الأرقام بعد إنقضاء تسع جولات من الموسم السابق سنجد أن ثمة تقدم ملحوظ حيث استقبل الفريق خلال تلك الفترة 15 هدفًا وخرج بشباك نظيفة في مواجهتين.. والفضل يعود للاستقرار على التشكيل الدفاعي من قبل مارسلينو (جايا – جاراي – مورييو – مونتويا)، والأدهى أن مونتويا وجايا صنعا معًا 4 أهداف.
الهجوم..
فكما أشرنا سابقًا إلى العمل الجماعي للاعبي فالنسيا واشتراك غالبية اللاعبين في التسجيل والصناعة، يجب الإشارة أيضًا إلى الأسلوب ذاته الذي يعتمد في المقام الأول على تدرج الكرة من الخلف للأمام، بطريقة مُتقنة عبر استغلال الهفوات بين خطوط الخصم، ولعل الرقم التالي يوضح ما أقصده، حيث سجّل النادي 19 هدفًا من أصل 25 عن طريق اللعب المفتوح، و3 فقط بالهجمات المرتدة، وهوما يعكس متانة وقدرة لاعبي فالنسيا على الوقوف بالكرة.. التمرير وفتح المساحات، وليس الدفاع والركض بالمرتدة!
التوازن..
على الرغم من توهج النجم البرتغالي جونكالو غويديس واشتراكه في 8 أهداف (سجل 3 – صنع 5) إلا أن الخرائط الحرارية بينت عدما اعتماد الفريق على الجهة (اليسرى) التي ينشط بها نجم الخفافيش الأول، بل كان التوازن الهجومي وتنوع الهجمات من العمق والجانبين هو الحاضر.. (35%) للجانب الأيسر (30%) للعمق (35%) للجانب الأيمن.. وذلك بالطبع دليل آخر على أن جماعية الفريق وعدم اعتماده على لاعب بعينه.
ويشهد فالنسيا حالة من الاستقرار الفني والمعنوي، وعلى صعيد الأداء أيضًا داخل الملعب، وهو الأمر الذي أعاد للأذهان آخر تتويج للفريق ببطولة الدوري موسم 2003-2004 عندما أنهى الجدول فارقَا عن برشلونة بخمس نقاط بعد صراع كبير طيلة الموسم.
استغلال سقطات المنافسين..
ومع تراجع مردود ريال مدريد منذ انطلاقة الموسم، وعدم إقناع برشلونة حتى الآن، فإن آمالًا كبيرة قد عقدتها جماهير الخفافيش من أجل تكرار الأنجاز الذي حققه المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز، والذي جلب ثنائية كأس الاتحاد الأوروبي والدوري معًا.
الاستقرار داخل الأورقة..
بالطبع سُيلقى على عاتق مارسلينو كثيرًا من الضغوطات، لاسيما أن النادي يشتهر بإقالات المدربين السريعة والتي لا ينافسه فيها إلا باليرمو الإيطالي، حيث عيّن فالنسيا 10 مدربين منذ عام 2012، لكن يبدو أن المدرب الحادي عشر لن يكون قدومه بالشيء الهّين، خاصة مع تكاتف الجميع داخل قلعة مستايا.
الاستقرار الفني..
أحد أهم عوامل النجاح هو الاستقرار على الرسم التكتيكي المناسب، والمجموعة التي تعمل في الميدان، وقد نجح مارسيلنو في كليهما، حيث لعب جميع مباريات فريقه هذا الموسم معتمدًا على خطة واحدة (4-4-2).. إضافة إلى الثبات على نفس العناصر الأساسية، مضيفًا إليه بعض المداورة التي بالكاد تشعر بها.
ومع تجمع عوامل النجاح تلك، فإن فالنسيا بالفعل أصبح كابوسًا يهدد عرش الليغا، وبالأخص العملاقين ريال مدريد وبرشلونة.. لكن هي حُمّى البدايات أم أن هناك ليستر سيتي جديد سينبعث من إسبانيا، ليخطف لقب الدوري من الجميع؟
هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب الخاصة وليس بالضرورة عن رأي الموقع
تقرير- محمد أبوالوفا )via eurosport arabia)