صورة من بلدي – ما قصّة السّلّم في مدخل كنيسة القيامة؟ – فوزي حنا

مَن يصل إلى باحة كنيسة القيامة يلاحظ وجود سلّم على الجدار، لا يحرّكه أحد وهو باقٍ منذ سنوات طويلة، لماذا؟
وُضِعَ هذا السّلّم هنا لهدف تنظيف أو ربّما ترميم أو دخول أو إدخال طعام أو لأي سبب، ليس هذا ما يهمّنا، لكن بقاءه هنا أمر غريب ومثير للتّساؤل.
وتقول بعض المصادر التّاريخيّة إنّه إبّان حروب القرم في منتصف القرن التاسع عشر، دأبت السلطات العثمانيّة على إغلاق الكنيسة، حيث لا تُفتَح أبوابها إلّا في الأعياد، مع بقاء بعض الرّهبان في داخلها،اهذا وُضِع هذا السّلّم لإيصال الطّعام اليومي للرّهبان الأرمن المتواجدين داخل الكنيسة، لكن مهما كان السّبب، هذا أو أي سبب آخر، لكنّ المثير هو بقاؤه، وهذا ما سنوضحه بقدر الإمكان.
في العام 1856 تمّ توقيع اتفاقيّة في باريس تفيد بتقسيم مناطق السيطرة داخل الكنيسة بين عدد من الطوائف، وفي العام 1878 وُقِّعت اتفاقيّة برلين بمباركة الدولة العثمانيّة التي تقع القدس ضمن سلطتها، تفيد بوجوب العمل وفقًا لاتفاق باريس، وهذا ما سُمِّي (الوضع القائم) والذي على السلطة العثمانيّة الاهتمام بتطبيقه.
وقضت الاتفاقيّة أن لا يتغيّر شيء من وضع الكنيسة إلا بالتوافق، وبما أن هذا السّلّم كان في مكانه، صار رمزًا للوضع القائم، فتحريكه إخلال بالاتفاق.
وأحد الأدلّة على وجود هذا السّلّم في فترة سابقة لهاتين الاتفاقيتين، وجود منحوتة من العام 1723 يظهر السّلّم فيها، كما ذكرته مصادر تاريخيّة من القرن ذاته,
في العام 1964 زار البابا بولس السّادس الكنيسة وصرّح بأنّه يجب إبقاء السّلّم في مكانه رمزًا للمحافظة على الاتفاق.
في العام 1981 حاول رجلٌ سرقته، لكن الشّرطة سارعت باعتقاله، وبعده تمكّن رجل آخر في العام 1997 من سرقته وإخفائه ، وفي هذه الحالة أيضًا تمكّنت الشّرطة من ضبط السّارق وإعادة المسروق إلى مكانه، وفي العام 2009 تمّت إزاحة السّلّم، باتّفاق، من أجل تسهيا العمل في فكّ السّقالات التي وضعت لتصليح برج الجرس، وأُعيد بعد فكّها مباشرةً، دون أيّ تأخير.
من هنا نرى وجوده أمرًا في غاية الأهمية كرمز للسّلم الداخلي في الكنيسة وطوائفها.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*