Blog Detail

هو الباب المزدوج المغلق في الجدار الشرقي لمدينة القدس، يسمى الباب الجنوبي منه باب الرحمة والشمالي باب التوبة، ذلك لأن التوبة طريق الرّحمة. له كثير من الأسماء لأهمّيّته، منها الدّهريّة والأبديّة والحُكم وتوما والقضاء والذّهبيّ.
يبلغ ارتفاعه 11.5م ويخفي وراءه من الغرب مبنى كبيرًا جميلًا يقال إن الإمام الغزالي صلّى، درس وكتب فيه، وقد استعمل البناء فيما بعد للصّلاة ثمّ مكتبة ثمّ للتعاليم الشّرعيّة.
ذكره الجغرافيّون المسلمون مثل الإدريسي وناصر خسرو وياقوت الحموي.
يعود تاريخ الباب إلى الفترة الرّومانيّة قبل الميلاد، وأعيد بناؤه عدّة مرّات، وعرف في تاريخه فترات أغلق فيها لأسباب أمنيّة، أو ربّما تحقيقًا لما جاء عنه في التوراة كما سيأتي لاحقًا، يقال إنّ أوّل من أمر بإغلاقه كان الخليفة عمر حين وصل المدينة وأمر ببناء المسجد سنة 638م، رمّمه عبد الملك بن مروان وحسّنه عندما بنى قبة الصّخرة، وفي الفترة الصّليبيّة تمّ إغلاقه كي يُفتَح مرّتين فقط، يوم الشعانين ويوم رفع الصّليب المقدّس، وبعد معركة حطين واستيلاء الأيّوبيين على المدينة أغلقوه نهائيًّا، وفي القرن السادس عشر عندما بنى سليمان القانوني أسوار المدينة أمر بإغلاقه بالحجارة بدلًا من الأبواب الخشبيّة فجعل الباب جزءًا من السّور.
ما هي أهمّيّته الدّينيّة؟
لنبدأ بالدّيانة اليهوديّة، فهنالك اعتقاد أنّه المذكور في سفر حزقيال 43:( وذهب بي إلى الباب، إلى الباب المتّجه نحو الشّرق). وفي حزقيال 44 :(ورجع بي إلى باب المقدس الخارجي المتجه نحو الشرق، وكان مغلقًا، وقال لي الرّبّ إن هذا الباب يكون مغلقًا لا يُفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرّب إله إسرائيل قد دخل منه فيكون مغلقًا ).
وفي الدّيانة المسيحيّة، يُعتقَد أنّه الباب الذي دخله السيد المسيح يوم أحد الشعانين. ويروي التاريخ المسيحي أن هرقل عاد بالصّليب المقدّس الذي سلبه الفرس، ودخل به المدينة المقدسة عبر هذا الباب.
وإسلاميًّا هذا الذي ذكره القرآن الكريم، حسب المفسّرين، في سورة الحديد 13 : ( فضرب بينهما بسور له باب في باطنه الرّحمة ومن قبله العذاب ).
وباطن أي داخل هذا الباب الحرم الشريف وظاهره أي خارجه وادي النار أو جهنّم.
تلتقي الديانات الثلاث في أنه سيفتح في آخر الأيّام.
في السنوات الأخيرة كانت محاولات إسرائيليّة للسيطرة عليه وعمل تنقيبات أثريّة وتحويل المكان إلى حديقة وطنيّة .