دير التّجربة/ألقرنطل – فوزي حنا

ألاسم ( قرنطل ) تحريف لكلمة ( كورنتانا ) اللاتينيّة والتي تعني أربعين، تخليدًا لصوم السّيّد المسيح أربعين يومًا، أمّا اسم التّجربة فجاء لتخليد تجربة الشيطان له للمرّة الأولى في هذا المكان ( حسب لوقا 4).
على قمّة هذا الجبل وقبل بناء أيّ دير بنى الحشمونيّون سنة 135 ق.م. قلعةً لهم، أسموها ( دانكوس ) كما يروي مصطفى الدّبّاغ، أمّا المصادر العبريّة فتقول ( دوق ) أو ( داغون ) على اسم إله الغلال الكنعاني وهو والد (بعل) إله الخصب والمطر. وقد يكون اسم القرية القريبة وعين مائها ( ديوك ) مأخوذًا من اسم القلعة.
في الفترة الرومانيّة خرب المكان، وظلّ على خرابه حتّى جاء الرّاهب حريتون وبنى ديرًا بمساعدة رهبان آخرين وذلك على بعض المغاور وعلى أنقاض القلعة، ترك حريتون الموقع لبقيّة الرّهبان وبنى ديرًا آخر في برّيّة بيت لحم، وفي القرن الرّابع سكن الدّير راهب جاءه من كبادوكيا، طوّره وحسّنه حتى عرف باسمه ( ألبيدوس ).
في العام 614 م خرّبه الفرس، وظلّ على خرابه حتى عهد الفرنجة إذ عادت له الحياة، وسكن الرّهبان في حوالي 25 مغارة منتشرة قرب القمّة، وتغيّر اسمه إلى ( قرنطل ). وخصّصوا للرّهبان ضريبة العُشرالتي تمّت جبايتها من أريحا، كما أعطيت لهم طواحين السّكّر الموجودة عند أقدام الجبل، والتي تمّت حمايتها مؤخّرًا بعد الاعتراف بها كموقع حضاري عالمي. خرب الدّير مرّة أخرى في عهد المماليك في القرن الثالث عشر، وظلّ على خرابه حتى جاء رهبان أرثوذكس من اليونان وجدّدوا بناءه بين 1875 و 1905.
في الموقع قناة ماء قديمة وكنيسة جميلة حول الصخرة التي يُعتقَد أن السّيّد المسيح جلس عليها، ومن شرفة الكنيسة مطلّ رائع على مدينة أريحا ومحيطها.
ألوصول إلى هناك إمّا سيرًا على الأقدام أو بالقطار الهوائي إلى مكان قريب ثمّ على الأقدام .

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*