آل سعود، تاريخ أَسْوَد – بقلم اسكندر عمل

من تأييد للاستعمار البريطاني لخضوع للولايات المتّحدة وتآمر على القضيّة الفلسطينيّة، صنعت العائلة السّعوديّة لنفسها تاريخا أسود، ولا تزال مثابرة في كتابة فصوله.
سهّل علينا ابن سعود استعراض أكثر من ثلاثين عاما من تاريخهم المجيد في مذكّرة أرسلها للملك البريطاني في 31 كانون الثاني/ يناير 1948، قبل أشهر قليلة من نكبة الشّعب الفلسطيني، الّتي كان له نصيب في صيرورتها (لا ننسى دوره المتآمر في إجهاض إضراب ستّة الأشهر عام 1936):” تأكيدًا للحديث الشّفوي أحبّ أن تحيطوا الحكومة البريطانيّة الصّديقة علمًا بأنّ صداقتنا في الماضي كانت ولا تزال تنطوي دائما على الإخلاص والوفاء..وبالرّغم من أنّه لم تكن هناك معاهدات تحالف في الماضي فإنّ موقفنا في الحرب العالميّة الأولى والحرب العالميّة الثّانية، لا سيّما في أشدّ الأيّام حلكة، معلوم لدى الحكومة البريطانيّة، ولن يكون موقفنا في المستقبل بحول الله أقلّ من موقفنا في الماضي، فإنّ صداقتنا مع الحكومة البريطانيّة أصبحت صداقة تقليديّة سيتوارثها أولادنا من بعدنا، إن شاء الله وستزيدها الأيّام متانة وقوّة”.
في 18 كانون الثّاني 1957 بعد إعلان الولايات المتّحدة مشروع أيزنهاور، عقد مؤتمر في القاهرة حضره ممثّلو سورية ومصر والعربيّة السّعوديّة والأردن، رفضوا فيه هذا المبدأ وأكّدوا أنّه ما هو إلا برنامج لاستعباد الشّعوب، وكلّفوا الملك سعود الّذي كان قد تسلّم دعوة من الرّئيس أيزنهاور لزيارة بلاده أن يبلِّغه هذا الموقف، إلا أنّ الملك سعود بعد أن وصل إلى هناك وافق على مبدأ أيزنهاور، كما وافق على تمديد إيجار قاعدة الظّهران الجوّيّة لخمس سنوات أخرى. لكن نتيجة للضغط الشّعبي المعارض انسحب من المبدأ صوريّا وبقي عمليّا،
كما أيّد ملك الأردن، الّذي كان قد انضمّ إلى مبدأ أيزنهاور، في ضربه لحكومة النّابلسي التّقدّميّة عام 1957. وفي العام 1958 بعد تأسيس الجمهوريّة العربيّة المتّحدة، تمادت حكومة سعود في اعتمادها على الامبرياليّة الأمريكيّة وساهمت في كل مؤامرات القوى الرّجعيّة ضد مصر وسوريا. وبدأت السعوديّة بحرب شعواء ضد جمال عبد النّاصر واستمرّ هذا العداء بعد الدّعم المعنوي والعسكري للثّورة اليمنيّة المناوئة للإقطاع والإمبرياليّة، في الوقت نفسه كانت الشركات الاحتكاريّة النفطيّة البريطانيّة والأمريكيّة تنهب الثّروات الوطنيّة في العربيّة السّعوديّة نهبا وحشيّا، وكانت أجور الأغلبيّة السّاحقة من العمال زهيدة رغم ساعات العمل الّتي كانت تصل إلى 11 ساعة يوميّا.
العائلة السّعوديّة الّتي تريد تلقين السّوريّين دروسا في الدّيمقراطيّة نكّلت بشعبها تنكيلا ومنعت النّساء من قيادة السّيّارات، وفرضت قيودا على حريّة التّعبير والنّشر، وسأعطي مثالا واحدا لضيق المكان في هذه الصّباحية. في صيف 1969 كانت محاولة ثورة لقلب نظام الحكم إلى حكم جمهوري وشملت ممثلي مختلف فئات سكّان السّعوديّة، لكنّها كُشِفت قبل ساعات من الموعد المقرّر لقيامها بواسطة دائرة المخابرات الأمريكيّة، فماذا فعلت العائلة الّتي أسمت الدّولة على اسمها؟ اعتقلت ألفي شخص بينهم كبار موظّفي الوزارات ودوائر الدّولة الأخرى وتجّار الحجاز وضبّاط في القوّات الجوّيّة والحرس الوطني وضبّاط الأركان وعسكريّون برتبة فريق ومثقّفون مدنيّون ومستخدمون وعمّال، وأودعوهم غياهب السّجون وتعرّضوا لأشرس تعذيب فقضى مئات تحته، وأُعدِم مئات الأشخاص.
آل سعود انتم لم تحاربوا فئات إرهابيّة لا تمثّل أحدا، إنّما فتكتم بممثلي كلِّ فئات الشّعب فعلى أيِّ ديمقراطيّة تتكلّمون؟

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*