خربة البرج – الطّنطوره – فوزي حنا

 

مدينة ساحليّة عظيمة، كانت بدايتها في العهد الكنعاني – البرونزي الأوسط (1560-2000 ق. م. ) وذكرتها الكتابات المصريّة القديمة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد أي قبل 33 قرنًا، كأهمّ مدينة سكنها القادمون من الجزر اليونانيّة ويتبعون الفلسطيّين. وذكرتها التّوراة في عدّة مواقع ، وفي العهد الأشوري في القرن الثامن قبل الميلاد أصبحت عاصمة للمنطقة السّاحليّة الشّماليّة ، ثمّ حصّنها الفرس في القرن السادس قبل الميلاد.
   تراجعت أهمّيّة هذه المدينة ومينائها في عهد الرومان في القرن اأوّل قبل الميلاد بعد أن بنى هيرودوس مدينة قيساريه العظيمة، وقد يكون خرابها النّهائي في الفترة البيزنطيّة في القرن الرّابع للميلاد.
 أقام الصّليبيّون في الموقع قلعة عظيمة أسموها ( ميرل )ن والتي هاجمها المماليك ودمّروها سنة 1291 م.
  ظلّ المكان خرابًا حتى بنيت القرية العربية التي أسموها الطنطوره في عهد الدولة العثمانيّة، هذه القرية التي أحرقها جيش نابليون عند انسحابه من فلسطين سنة 1799م. لكن العرب أعادوها إلى سابق عهدها ، إلى أن جاءت القوّات الإسرائيليّة وهاجمتها برًّا وبحرًا في الليلة ما بين 22 و 23 أيّار سنة 1948 ونفّذت فيها مجزرة رهيبة من أجل دبّ الرّعب في نفوس أهالي المنطقة ليهربوا ويتركوا قراهم، وقد كشف المؤرّخ الإسرائيلي تيدي كاتس عن هذه المجزرة والقبر الجماعي، سنة 1998، الأمر الذي أثار ضجّةً ممّا جعل الجامعة لأن تسحب استحقاقه باللقب.
   من القرية بقي اليوم بيت لعائلة غنيّة ( آل يحيى ) ومقام المجيرمي. ومن الجدير بالذّكر أنّ الحركة الصّهيونيّة ااشترت أكثر من 1500 دونمًا ، ويظهر في الصّورة الدّنيا متحف استغلّ بناءً بناه اليهود على الأراضي التي امتلكوها . أمّا الصّورة العليا فتُظهِر جانبًا من الحفريّات في التّلّ القديم !

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*