مبدأ آيزنهاور
- by منصة الراي
- August 6, 2018
- 0
- 2094  Views
- 0 Shares

مقالات تاريخية
مبدأ آيزنهاور
بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر هبطت قيمة فرنسا وبريطانيا في الشرق الأوسط وحلّت الإمبرياليّة الأمريكية محلها وكانت سياسة الولايات المتحدة تسير حسب شعار جديد أوضحه آيزنهاور في مشروعه العام ١٩٥٧ وهو الوقوف في وجه ” الخطر الشيوعي” وتقديم مساعدات لدول الشرق الأوسط للصمود أمام الشيوعيّة الدوليّة، وهذا استمرار لمشروع ترومان الَّذِي شمل اليونان وتركيا فقط. ويؤكد د. إميل توما في “كتابه السياسة الأمريكيّة في الشرق الأوسط” أنّ المبدأ فضح نوايا الولايات المتّحدة الإمبرياليّة وقد ساعدت القوى الوطنية والشيوعيون في فضحها، ويشير إلى أنّ دخول الدول العربيّة ذات الأنظمة الرجعيّة كالعراق ولبنان وليبيا والسعوديّة هدفت إلى ضرب الدول التقدميّة كمصر وسوريا.
مارست الولايات المتحدة المبدأ في دعم الملك حسين ضد حكومة النابلسي التقدميّة، كذلك حاولت بالتعاون مع العراق وتركيا قلب نظام الحكم في سوريا عام ١٩٥٧.
في العام ١٩٥٨ ثبت فشل المبدأ في عدة مواقع فقد قامت الوحدة المصريّة السوريّة التي كانت ضربة قاسمة للإمبرياليّة الأمريكية وفِي هذا العام حدث التمرد المسلح ضد كميل. شمعون في لبنان لانتسابه لمشروع آيزنهاور، واندلعت ثورة تموز ١٩٥٨ في العراق بقيادة عبد الكريم قاسم ضد الحكم الهاشمي في العراق، وقام الاتحاد السوفييتي بتحذير بريطانيا والولايات المتحدة اللتين أنزلتا قوات في لبنان والأردن للقضاء على الثورة العراقية ونجح الاتحاد السوفييتيفي تجنيد الرأي العام في الجمعية العامة ضد العدوان وأجبرنا على الانسحاب ونجح التمرد ضد كميل شمعون وعزل ونجحت ثورة تموز في العراق وأصبح الحكم جمهورياً وسقط حلف بعداد بسقوط الحكم الهاشمي فيها.
من الواضح انّ هدف المشروع هو القضاء على القوى التقدمية والانظمة التحررية وايس محاربة الشيوعية لأنه لم تكن هناك ثورات شيوعية وكانت هذه ذريعة للتدخل في شؤون الشرق الأوسط.