قَصَص – عيد – هاشم ذياب
- by منصة الراي
- August 29, 2018
- 0
- 788  Views
- 0 Shares

رأيتها،في ساعات الصباح الباكرة، تحمل سلة غسيل،وقفت، تتفحص، اذا هناك، من يلاحظها، بملابسها الداخلية، وهي تتنقل، بين حبال الغسيل المنصوبة، في حديقة منزلها.
كنت عائدا، لتوي، من سهرة مملة، في مقهى الحي المجاور لمنزلي.
وقفت مختبئا في العتمة.
كانت تغنّي اغنية عن الغربة، في القرى النائية، حيث يتجول الباعة،مشيا على الاقدام، يدللون على بضاعتهم. يعرضونها على الزبونة، الوحيدة، الواقفة على شرفة منزلها، بملابس النوم. فيما هي، ترتب وضع ملابسها، التي تلاعب فيها الهوى. بان على وجهها الخجل. احمر وجهها، دارت خجلها، بمنديل ورقي، مبلول، سرعان ما اختفى.
تقدَّم، نحوها، احدهم، يمشي الهوينى، دون ان يرفع رأسه نحوها، الى ان اقترب منها، حياها، بايماءة من عينيه، بادرها بالتحية، واكمل ، دون مقدمات،قائلا، اقسم لم، انها اول مرة، اشاهد جسد امرأة، إذ، طيلة حياتي، قضيتها، في قرية نائية، كل من فيها من النساء، يتجوّلن، بأردية فضفاضة، كأنها خيمة من الوبر.
ثم،تابع،كي لا تسيئ فهمه، ارجو ان لا يبحثو عني، تحنّبا للفضيحة.
أسرّت له، ان يأتي كل ليلة، ليتسامرا بالاغاني، عن الذين استيقظت قلوبهم، وتعذبوا، بين الانصياع لمشاعرهم، او الالتزام بالعفّة.
جلسا متجاورين، على أرجوحة، تختفي حبالها، بين اغصان شجرة التوت، ثمرها ، يغري الجائعين.
إجتمعت اصابعهما، على قطاف الحبات اليانعة.
دخلا، عميقا، بين الفروع الداخلية، حيث، تختبئ الذّ الثمار، التي حان قطافها، حيث لا يجوع الجائع، الا، ليتذوّقها. وإلّا ، فلن يكتشف طعمها.
تمت
هاشم ذياب