بقلم اسكندر عمل -بشير الشهابي الثاني -الحلقة الأولى
- by منصة الراي
- October 26, 2018
- 0
- 1537  Views
- 0 Shares

بعد القضاء على يوسف الشهابي في العام ١٧٨٨ عيّن الجزار الأمير بشير على الأمارة اللبنانيّة وأصبح اسمه بشير الشهابي الثاني.
أرسل الجزار مع بشير ألفي جندي كي يطرد الأمير المخلوع يوسف الشهابي من الإمارة. وقد تمّ ذلك عام ١٧٨٩ في معركة في الياس وتوفي يوسف في العام التالي ولكن الجزار كان يؤجّج الصراع بين بشير وأبناء يوسف الشهابي ليوليهم الإمارة وقد فعل ذلك في الأعوام١٧٩٣ و١٧٩٤ و١٧٩٨. وفِي المرّة الأخيرة عزل بشير الشهابي ، ثمّ عاد الأخيربسبب انشغال الجزار بحملة نابليون وحصار عكا.
في العام ١٧٩٩ دعا الجزار بشير لمساعدته ضد نابليون لكن بشير اعتذر بحجة ان العزل الأخير اخرج موقفه في البلاد وادّعى بأنّ الفوضىالتّامة تسود الجبال وأنّ الشعب لم يدفع الضرائب. ولكنه لم يستجب لطلب نابليون بمساعدته لسببين أساسيين أولهما عدم إغاظة الدروز الذين رأوْا في الفرنسيين أصدقاء للموارنة وثانيهما خوف بشير من انتقام الجزار منه إذا فشل نابليون في حربه.
خلال السنوات الأخيرةمن القرن الثامن عشر استطاع بشير أن يقضي على المنافسين الإقطاعيين في إمارته ووضع حدّاً للنزاعات القديمة بين الإقطاعيين ووّحد كل لبنان.
إن هذه التطورات في لبنان زادت من إصرار الجزار على التخلّص من بشير الشهابي وقد وجد الوقت المناسب بعد فشل حملة نابليون على سوريا فقام بعزل الأمير بشير لعدم تقديمه المساعدة ضد نابليون ، وغادر بشير عام ١٧٩٩ لبنان على بارجة بريطانية ونزل في قبرص ثمّ منها إلى العريش وهناك التقى بالصدر الأعظم سليمان باشا قائد الحملةالعثمانية على مصر، وقد أقنع سليمان باشا الجزار بإعادةبشير إلى لبنان وذلك عام ١٨٠١. وقد اصدر السلطان سليمان الثالث فرماناً يثبت الحقوق الإقطاعية لبشير الثاني لا في المنطقة التي كان يحكمها فقط بل في مناطق البقاع والجبل وحبيل وصيدا وكانت هذه الخطوة إحدى خطوات السلطة العثمانية لتقليص نفوذ الجزار وتقوية مناهضيه.
بعد موت الجزار عام ١٨٠٤ بدأ بشير بتوطيدحكمه في لبنان وبدأ بمعاقبة الأمراء الإقطاعيين الذين تعاونوا مع الجزار فسمل عيون أبناء الأمير يوسف الشهابي واستولى على أملاكهم وقضى على سلطة العائلاتالإقطاعية خاصة الدرزية مثل آلِ أرسلان وتلحوق وعماد وَعَبَد الملك ولم يستطع الصمود في وجهه سوى آلِ جنبلاط.
يتبع “