محطة كهرباء جسر المجامع – فوزي حنا

 

 

عُرفت باسم مشروع روتنبرچ، على اسم المهندس الروسي پنحاس روتنبرچ، الذي أقامها قرب التقاء نهري اليرموك والأردن في موقع يبلغ ارتفاعه 250 مترًا تحت سطح البحر.
بدأ البناء سنة 1925 وفي سنة 1928 بدأت الطوربينات تعمل وتنتج الطاقة الكهرومائيّة.
ومن أجل ذلك تم بناء سدّ على اليرموك وقناتين واحدة من نهر الأردن إلى ما وراء السّد، حيث البحيرة الاصطناعيٍة، بدون أي انحدار سمّيت قناة الصّفر وهدفها تنظيم كمّية الماء في البحيرة الاصطناعيّة فتخرج منها إن زادت وتدخلها إن انخفض مستواها، أم القناة الثانية فمنحدرة جنوبًا باتجاه المشروع بهدف إدارة الطوربينات .
ومن أجل نجاعة العمل تمّ بناء قرية صغيرة للعمّال والفنّيّين والإدارة على مرتفع سمّي تلّ أور أي النُّور، وكان رئيس مجلس إدارة المشروع هنا اسمه دسكر والذي دعاه العرب ( أبا يوسف) وكان على علاقة جيّدة مع القيادة الأردنيّة بواسطة قائد المنطقة نديم السّمّان، وبواسطته تمت لقاءات الزعامتين الأردنية والإسرائيلية حتى نشوب حرب 1948، حيث تولّى الجيش العراقي مهمّة محاربة إسرائيل في هذه المنطقة.
وكانت القيادة الأردنيّة قد طلبت من دسكر أن يخضع المكان للسلطة الأردنيّة لأنه مبني بالأساس على أراضيها التي بعد مرافقة  الأمير عبدالله، وعلى أن يسلّم الإسرائيليّون أسلحتهم وينسحب منهم من ليس لوجوده ضرورة، إلا أن القيادة العراقية لم ترَ ذلك بعين الرّضى هذا الاتفاق فهاجمت الموقع وأسرت كل من فيه، لكن ( أبا يوسف) تمّ تحريره سرًّا وقيل إنّه هرب.
وقامت جهات أردنيّة بتفكيك الطوربينات ونقلها إلى عمّان فطالب هيربرت صموئيل، بصفته رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء، بإعادة المعدّات لأماكنها لتشغيل المحطة كما اتُّفق سابقًا، وكان جواب الملك عبدالله أنه يجنح للسلم ويعمل كل ما بوسعه لكنّ الشعب خرج عن طاعته في تلك الظروف.
وما زالت المحطة على خرابها خالية خاوية حتى اليوم.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*