‎المقاومة الشعبية لحملة نابليون على مصر – الحلقة الرابعة والأخيرة- ‎الثورة الكبرى في القاهرة – بقلم اسكندر عمل

بدأت الثورة في بولاق في ٢٠ آذار ١٨٠٠ حيث قام الأهالي بمهاجمة معسكر  الفرنسيين على النيل فقتلوا عدداً من جنودهم واستولوا على مخازن الذخيرة. ثمّ امتدت الثورة من بولاق إلى بقية أحياء القاهرة كالأزبكية التي هاجم فيها عشرة آلاف ثائر معسكر الفرنسيين. وقد وصل عدد الثائرين في القاهرة خمسين ألفاً واشتبكوا مع الفرنسيين في معارك عنيفة  استعمل فيها المصريون عشرين مدفعاً وكانت المدافع الفرنسية تقصف المدينة من التلال المحيطة بالقاهرة ، واستمرت النجدات للحامية الفرنسية لكنّ الثوار استطاعوا اقتحام بيوت القوات الفرنسية وبيوت فرقة المهندسين كذلك اقتحموا بيت محافظ القاهرة مصطفى آغا ، عميل الفرنسيين وقتلوه. وقد اشتركت النساء في هذه الثورة حتى أنّ الفرنسيين أخذوا بعضهنّ أسيرات.

كي يمنع الثوار الفرنسيين من إيصال النجدات قاموا بسد أبواب القاهرة وأقاموا خلفها المتاريس. واستطاع الثوار إقامة مصنع للبارود وآخر للأسلحة. في الخامس عشر من نيسان ١٨٠٠ بدأت القوات الفرنسيةتدك القاهرة دكاً واستمر القتال عنيفاً خمسة أيام وحاول الثوار بكل ثمن منع الفرنسيين من دخول القاهرة. أخذ الفرنسيون بإسقاط قنابلهم على بولاق، مركز الثورة فهدمت بيوتها ومتاجرها واحترقت، ودفن الكثير من أهلها تحت الأنقاض، كذلك أحرق الفرنسيون أحياء الأزبكية والفوالة وبيت الأحمر والعروبي وغيرها من الأحياء وكان هذا الهجوم الكاسح في ٢١ نيسان ١٨٠٠.

إنّ هذه الوقائع والحقائق التاريخية تدل على بسالة المصريين وتجعل من هذا التاريخ صفحة مشرقة في نضال الشعوب ضد المستعمر وتعلم درساً أنّ الاحتلال مهما يكن قاسياً وظالماً فإنّه يتكبد الخسائر الفادحة ويمنى بالهزيمة إذا ما تصدّى له شعب قوي مناضل.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*