‎ ‎مصطفى كامل ودوره في الحركة الوطنية المصرية – بقلم اسكندر عمل

 

ولد مصطفى كامل في القاهرة عام ١٨٧٤ لأب طبيب. في ١٨٩١ كوّن حلقة من الشبيبة الوطنية وكان لا يزال تلميذاً، ثمّ سافر لإتمام دراسته الجامعية في جامعات فرنسا. من هناك أصدر عدداً من الكراسات التي هاجم فيها الإنجليز ودعا إلى إقصائهم عن مصر. وقد اثار ذلك انتباه الدوائر الاستعمارية الفرنسية التي كانت تعمل ضد السياسة البريطانية الاستعمارية آنذاك وذلك بسبب تصادم المصالح الاستعمارية للدولتين. فأعطوا مصطفى كامل إمكانيات النشر، فقد توافقت وجهات نظر الفرنسيين ومصطفى كامل ولكن الأهداف كانت مختلفة، فالأوائل يهدفون مهاجمة الاستعمار البريطاني الذي ينافسهم والأخير هدفه طرد البريطانيين واستقلال مصر. وكان هناك توافق آخر في وجهات النظر فمصطفى كامل كان يمثل البرجوازية المصرية التي لم تؤمن بإمكانيات الحركة الشعبية واعتقدت أنّ الحل هو في استغلال التناقضات بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي.
في العام ١٨٩٨ تراجع الاستعمار الفرنسي أمام البريطاني بعد أزمة فاشودا وبدأ التقارب الفرنسي البريطاني ضد المانيا التي شكلت خطراً على فرنسا ولذلك غير مصطفى كامل وجهة نظره ورأى في تثقيف أبناء شعبه بالآراء الوطنيةالوسيلة للنضال من أجل استقلال مصر.” إنّنا لم نيأس، ولن نيأس أبداً من مستقبل الوطن العزيز ولكنٌنا يائسون كل اليأس في أي تعضيد يأتينا من أوروبا وأصبحنا نوجه همٌتنا ونشاطنا لتعليم أمّتناوتربيتها بإنشاء المدارس في أنحائها حيث ينشأ الشباب على أشرف المبادئ الوطنية ويتعلمون من الصغر تاريخ العظمة السالفةويربون على الثقة بالمستقبل”(شهدي عطية الشافعي : تطور الحركة الوطنيةالمصرية ١٨٨٢- ١٩٥٦، ص١٨.)
من هذا المنطلق أصدر جريدة ” اللواء” عام ١٨٩٩، التي كانت منبراً ضد السياسة البريطانية في مصر وضد السياسة الإمبريالية بشكل عام.
اقتصرت مطالب الحركة الوطنية في هذه المرحلة على مطلبين أولهمالدعوة للجلاء والثانية المطالبة بالدستور. وأصبحت الحركة الوطنيةموجهة ضد الاستعمار والإقطاع في نفس الوقت ودعا أبناء طبقته ، أي البرجوازية، إلى دعم الحركة الوطنية لأنّ ذهاب المستعمر هو لمصلحتهم، لأنّ التجارة والصناعة ستتخلص من جمارك المستعمر وقيوده وعوائقه.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*