مقالات تاريخية نجيب عازوري ( الحلقة الثانية) – اسكندر عمل

آراء نجيب عازوري
يقول نجيب عازوري في كتابه ” يقظة الأمّة العربية” أنّ هناك أُمَّة عربية واحدة تضم مسلمين ومسيحيين على السواء. ويضيف أنّ المشاكل الدينية التي تنشأ بين الأديان هي في الحقيقة مشاكل سياسية تثيرها اصطناعياً قوى خارجية لمصالحها الذاتية، وأكد أنّ المسيحيين لا يقلون عروبة عن المسلمين، وطالب أن تكون كنيسة كاثوليكية عربية وان تُمارس العبادة والتفكير باللغة العربية، كذلك نادى باستقلال الكنيسة الأرثودكسية عن الزعامة الإكليركية اليونانية المتسلطة عليها.
أمّا حدود الأمة العربية حسب رأي عازوري فهي من وادي دجلة والفرات إلى السويس ومن البحر المتوسط إلى بحر عُمان. أي أنّ مصر ودوّل شمال افريقيا لم تكن عربية بكل معنى الكلمة وقد رأى في الوطنية المصرية التي دعا إليها مصطفى كامل ” وطنية كاذبة” موالية للحركة الإسلامية والحركة العثمانية.
وكان رأي عازوري أنّ على الأمة العربية بحدودها المذكورة أعلاه أن تستقل عن الأتراك استقلالاً تاماً وكان شعاره״ الأقطار العربية للعرب”، وقد برزت في كتابات عازوري النغمة المعادية للأتراك بشكل أوضح من سابقيه فالأتراك هم الذين سببوا الخراب للعرب وكان العرب لولا الأتراك من أكثر الأمم تقدماً.
عاروري لم ئر وسيلة للخلاص من حكم الأتراك سوى الاستقلال، حتى أنه دع الأكراد والأرمن إلى الانفصال عن الأمبراطورية العثمانية.
أمّا الطريقة التي يجب أن يتبعها العرب من أجل نبل الاستقلال فيرى أنّه يجب العمل في اتجاهين ، الأول من الداخل نظراً لضعف الدولة العثمانية والثاني من الخارج أي دعم الدول الأوربية، ونرى أنه كان بعيداً في تفكيره عن إشراك الجماهير الشعبية.
من الأمور الهامة التي اوردها في كتبه أنه توقع الصراع حول فلسطين في أوائل القرن العشرين في فترة لم يكن هذا الصراع بارزاً،
فهو يقول” تبرز في هذه الآونة في تركيا الآسيوية ظاهرتان خطيرتان متناقضتان على حدة هما يقظة الأمة العربية سعي اليهود الخفي لإعادة ملك اسرائيل القديم على نطاف واسع، إنّه مكتوب لهاتين الحركتين ان تصارعا باستمرار حتى تتغلب الواحدة على الأخرى وعلى نتيجة هذا الصراع الأخيرة يتوقف مصير العالم أجمع”(ألبرت حوراني: الفكر العربي في عصر النهضة ص٣٣٣)

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*