Blog Detail

في منطقة بيت جبرين توجد نحو 800 مغارة جرسيّة، والتي جاء اسمها من شكلها، هذه المنطقة المبنيّة من الصّخر الطباشيري الليّن المكسو بطبقة ناريّة قاسية، جعلت النّاس يفتحون فتحةً بقطر لا يزيد عن متر للوصول إلى الطّبقة الليّنة فأخذوا يتوسّعون بالحفر ، فكلما زاد العمق زاد القُطر فتكوّنت الأشكال الجرسيّة، وبسبب صغر الفتحة حافظ الصّخر الطباشيري على رطوبته فسَهُلَ حفره، أمّا الهدف فهو استخراج مواد للبناء استعملوها ليس فقط في تلك المنطقة، إنّما نقُقِلَت إلى مدن الساحل الفلسطيني كاللد والرّملة وعسقلان.
بلغ عمق الفراغات إلى عشرين مترًا أحيانًا، وقد الستعملت استعمالات ثانويّةٍ فيما بعد، بعضها صار مخزنًا للماء وبعضها للمؤن وبعضها لتربية الدّواجن، لذا فقد تمّ فتح أبواب جانبيّة في بعض الأحيان، ولأنّ المغاور تتسع مع العمق فقد التقت مع بعضها مكوّنةً فراغات كبيرة، يمكننا اليوم التنقّل بين مغارة وأخرى.
أمّا تاريخ هذه المغاور/ المحاجر فيعود إلى نهاية الفترة البيزنطيّة والفترة العربيّة الإسلاميّة، وقد ذكرهاغ المقدسي في القرن العاشر كمقالع للحجارة، وتوجد على جدران بعض المغاور كتابات عربيّة، منها (أللهمّ اغفر لهلال وصاحب هذه المغارة ولكلّ قارئ هذا الكلام آمين يا ربّ العالمين . من الواضح أنّ هلالًا ليس صاحب المغارة، ربّما كان المقاول يعمل لصالح صاحب المغارة ، كما توجد نقوش صلبان بيزنطيّة في العديد من المواقع وأحيانًا تجاورها كلمة الله بالعربيّة .