بمناسبةيوم الأرض اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي – د. نبيل طنوس
- by منصة الراي
- March 30, 2019
- 0
- 1899  Views
- 0 Shares
مقدمة– لماذا؟
في العصر الحديث الذي يتسم بالتعقيد والسرعةوالمنافسة على الموارد، تبرز أهمية التنظيمات ألتيتبادر إلى مشاريع جماهيرية وقيادتها والتي تهدف إلى تعزيز بناء المجتمع وتطوره. هذه التنظيمات تقوم من خلال عملها بتلبية متطلبات اجتماعية حيث لا يوجد من يسدها.
أعد هذا المقال في أعقاب قيام اللجنة القطرية للدفاع عن أراضي العرب في إسرائيل، التي تعتبرمن التجارب الرائدة في مجال التنظيمات العربية السياسية غير الحزبية والتي تولت مهمة من أكثر المهمات تعقيدا واخطرها، ما تواجهه الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل– ألا وهي قضية الارض ومصادرتها والدفاع عنها.
وهو مقال يستعرض ما قامت به هذه اللجنة كإطار تنظيمي من أعمال ونشاطات في مجالات أربعة:
إنني أرى أن هذا الموضوع يستحق دراسة تنظيمية واجتماعية وسياسية أكبر مما قمت به. هذا الموضوع هو أحد المواضيع الهامة التي تعتبر دليلاتشخيصيـًا لهوية العرب في إسرائيل، كيفية تعايشهم فيما بينهم وفيما بينهم وبين المجتمع اليهودي ودولة إسرائيل، وفيما بينهم وبين المجتمعات العربية خارج إسرائيل. كما يهدف هذا المقال أيضـًا إلى التوثيق من أجل الذكرى والتاريخ.
أرجو أن يسهم هذا المقال في دراسة المجتمع العربي في إسرائيل بكافة جوانبه السياسية والاجتماعيةوغيرها، وكذلك ملابسات تشكيل ونشاط وانحلال لجنة الدفاع عن اراضي العرب في أسرائيل.
مدخل عام:
لقد قامت في المجتمع العربي في إسرائيل منذ حرب 1967 وخاصة بعد حرب أكتوبر 1973 أطر عمل مستقلة تهدف إلى مساعدة ذوي مصالح محدودين وموزعين على مناطق جغرافية مختلفة وذلك ضمن نضال مشترك بعيدًا عن الاطر السياسية البرلمانية.
هكذا قامت تنظيمات محلية وقطرية من المثقفين والشباب مثل لجان الطلاب العرب في الجامعات منذ الخمسينات في القرن الماضي والاتحاد القطري للجان الطلاب العرب الذي أقيم في نيسان 1974، وتنظيمات الأكاديميين العرب والمثقفين في الناصرة، شفا عمرو، الطيرة، كفرياسيف وغيرها.
وهكذا أيضًا قامت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في إسرائيل التي تأسست في حزيران 1975، ومن ثم أطر عمل شعبية لمعالجة أغراض ومشاكل محددة مثل اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية في إسرائيل والتي أقيمت سنة 1975.
لقد جاءت هذه التنظيمات لتملأ شبه الفراغ التنظيمي في المجتمع المدني الذي كان سائدا منذ العام 1948. ومن الجدير بالذكر أن ممثلي التنظيمات حرصوا على تأكيد الطابع اللاحزبي لتنظيماتهم المختلفة.
إن اللجنة القطرية للدفاع عن الاراضي التي تشكلت في هذا الفراغ التنظيمي هي إطار عمل شعبي لمعالجة موضوع محدد (إدْ- هوك) هو مشكلة مصادرة أراضي العرب في إسرائيل. ولم تكن تنظيمًا رسميًا مسجلا وليس لها دستور، حيث نشرت في نشرة خاصة سميت “خلاصة قرار المؤتمر القطري للدفاع عن أراضي العرب في إسرائيل” في 18 أكتوبر 1975.
كيف قامت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية ؟
لقد أثار مخطط ” تهويد الجليل” الذي نشر في أكتوبر 75 (1) تحت العنوان اقتراح برنامج لتطوير الجليل، ردود فعل واسعة في المجتمع العربي وخاصة لأن الاصطلاح ” تهويد الجليل” يثير شحنات من الخواطر الصعبة والغاضبة التي تراكمت في الماضي، حيث اثار ألمخاوف من الاستمرار في سياسة مصادرة الأراضي التي طبقت في سنوات الخمسين والستين. ولم يؤد تغيير المصطلح من “تهويد الجليل” إلى “إسكان الجليل” ومن ثم إلى “تطوير الجليل” إلى تغييرالانطباع الذي ساد وما زال حيال المصادرة.
لقد حاولت الأوساط الحكومية جاهدة تعليل المصادرة بأنها ستعود بالفائدة لسكان الجليل من عرب ويهود، ولكن محاولاتها هذه باءت بالفشل وقوبلت بعلامات استفهام كبيرة. وكما قال السيد طه مصالحة ( طالب في الجامعة العبرية):
“إذا كانوا يرغبون حقًا بالتطوير فأهلا- تنقصنا الشوارع، الكهرباء، المجاري، النوادي، المدارس، العيادات الطبية، ملاعب الرياضة…. فهذا يسمى تطويرًا، إن مصادرة الأرض من العرب لكونهم عربًا ومنحها لليهود لا يسمى تطويرًا وإنما هو سلب“، (2)ويقول أيضًا السيد جلال أبو طعمة رئيس المجلس المحلي بباقة الغربية سابقًا: ” نحن لا نعلم شيئًا عن مخطط التطوير، ولا توجد أية سلطة محلية تعلم شيئًا عن هذا. أسأل كيف أريد أن أتطور… إننا نخاف من تخطيط ضد السكان العرب… كان يجب على الحكومة أن تقدم برامج تطوير للسلطات المحلية. المشكلة هي، هل من الممكن أن يكون هناك تعاون، إن هذا المخطط ليس مصادرة فحسب بل إنه استيلاء زاحف“.(3)
في هذا الجو الذي يسوده الاستياء والاحتجاج أخذت تتبلور في المجتمع العربي فكرة عدم قبول المصادرة وضرورة النضال ضد تنفيذ المخطط، وهكذا بدأ التنظيم الشعبي بتوجيه وتدريب من قبل الحزب الشيوعي (ركاح) الذي أخذ على عاتقه مسؤوليةتنظيم النضال ضد مصادرة أراضي العرب في إسرائيل.
لقد قام نشيطو الحزب الشيوعي الإسرائيلي- ركاح بالتعاون مع ممثلي أوساط أخرى مثل منظمة الأكاديميين في الناصرة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات العربية ولجان الطلاب الجامعيين وغيرها بعمل جاد لإقامة إطار واسع يضم جميع التيارات ويكون وسيلة ناجعة لتوجيه المعركة. لقد تنازل الحزب الشيوعي ولو ظاهريًا عن حق الأولوية في قيادة النضال، وافسحت المجال لشخصيات من مشارب سياسية مختلفة لقيادته ما جلب تأييدا شعبيا حاشدا له. ففي 29 يوليو 1975 عقد اجتماع تشاوري في حيفا حضره عدد من المبادرين إلى حملة الاحتجاج ضد المصادرة مثل رؤساء وأعضاء سلطات محلية ومحامين وأطباء وصحفيين وعدد ضئيل من أصحاب الأراضي والفلاحين. وفي هذا الاجتماع تأسست لجنة الدفاع عن الأراضي وقد قامت هذه اللجنة بإعداد مؤتمر قطري في 15 أغسطس1975 في فندق غراند نيو في الناصرة. وفي هذا المؤتمر جرى نقاش حول مخطط الحكومة لمصادرة أراضٍ عربية أخرى تحت ستار ” تطوير الجليل” وتقرر بالإجماع عقد اجتماع شعبي في الناصرة في 18\10\1975وتم انتخاب لجنة تحضيرية. لقد توجه هذا الاجتماع بنداء للرأي العام اليهودي في البلاد لدعم النضال العادل من أجل المساواة في الحقوق وضد مصادرة الأراضي العربية (4).
لقد طالب هذا المهرجان الحكومة إبطال مخطط مصادرة حوالي 30 ألف دونم في الجليل، من ضمنهم حوالي 17 ألف دونم زراعي يملك غالبيتها العظمى فلاحون عرب ومن ثم إبطال مصادرة حوالي 1.5 مليون دونم من بدو النقب.
وفي 18\10\75 عقد فعلا في الناصرة أكبر مهرجان شعبي للعرب في إسرائيل. وقد أظهر هذا المهرجان وحدة جميع القوى المعارضة للمصادرة. وقد عمل فيه سوية ممثلو الحزب الشيوعي، أكاديميون، أصحاب مهن حرة، أصحاب أراض وشخصيات عربية اخرى. ففي هذا المهرجان برزت المصلحة المشتركة بين أقطاب العرب في البلاد من يسار ويمين، وقد تأسست في هذا المهرجان ” اللجنة القطرية للدفاع عن أراضي العرب في إسرائيل ” التي ضمت 121 عضوا منهم 9 أعضاء يشكلونالسكرتارية القطرية(5).
وأقيمت لاحقا في معظم القرى العربية في إسرائيل فروع للجنة القطرية للدفاع عن الأراضي وتحمل نفس الاسم.
رسم تخطيطي للجنة القطرية للدفاع عن الأراضي
سكرتارية قطرية- 9 أعضاء
اللجنة القطرية للدفاع عن أراضي العرب في إسرائيل
121عضوا ( ومن ضمنهم 9 أعضاء سكرتارية)
فروع محلية للجنة القطرية للدفاع عن الاراضي في المدن والقرى العربية
الوظائف التي يشغلها أعضاء اللجنة القطرية:
– رؤساء سلطات محلية14 عضو
– نائب رئيس سلطه محلي 4 أعضاء
– عضو سلطه محلي 26عضو
– عضو كنيست ( توفيق طوبي- الحزب الشيوعي) 1 عضو
– طبيب5 أعضاء
– محامٍ 18 عضو
– مهندس2 أعضاء
– صيدلي2 أعضاء
– معلمون، كتاب، شعراء وصحفيون13 عضو
– رجال دين5 أعضاء
– مزارعون 4 أعضاء
– تجار6 أعضاء
– آخرون 21 عضو (6)
نظرة تحليلية لقائمة أعضاء اللجنة القطرية:
تحتوي القائمه على:
– 45 من أصحاب المراكزالقيادية الجماهيريةالمنتخبين.
– 45 من أصحاب المهن الحرة من أطباء ومحامين وغيرهم من معلمين وكتاب وشعراء وصحفيين ورجال دين.
– 4 مزارعين و– 6 تجار و- 21 أخرون.
عدد المزارعين، من لهم علاقة مباشرة بالأرض، قليل جدا، حيث كان يجب أن تكون نسبتهم في اللجنة القطرية أكبر وأن يكونوا القاعدة الكبرى لهذه اللجنة. وأعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى البنية الاجتماعية- النفسية للمثقف العربي الذي يشعر بان واجبه إشغال مناصب مختلفة في لجان مختلفة ليقود مجتمعه إلى الأفضل وحمايته ، ومن ناحية ثانية ففي تلك الفترة، ربما لم يجرؤ الفلاح والعامل العربي على النضال أو حتى الإفصاح عن دعمه للجنة خوفا على لقمة عيشه. ومن الناحية الثالثة فإن هنالك بعض الجهات التي تقترح من يكون في هذه اللجنة أو تلك، ولا يتاح المجال لأصحاب الحق الأساسيين (على الرغم من أن الجميع أصحاب حق)، بل يجب ان تتمثل كافة ألجهات المختلفة في المجتمع العربي.
مجالات العمل الأساسية:
من أهم النشاطات التي قامت بها اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي هي نشاطات إعلامية ثقافية في المجتمع العربي واليهودي وذلك للحصول على تأييد شعبي ضد قرار الحكومة لمصادرة أراضي العرب. إن هذا يظهر جليًا في أقوال حنا نقارة (محامي الأرض): ” إن سياسة الاستيلاء على الأراضي ومصادرتها، والمحاولة لخنق القرى العربية وتحويل سكانها لفقراء والمحاولة لمنع التطوير عندهم- ما هي إلا جزء لا يتجزأ من سياسة الاضطهاد والتمييز والتنكر لحقوق المواطنين العرب في المجالات المختلفة. إننا أبناء أقلية مضطهدة، ومن هنا نتوجه إلى جماهير الشعب العربي ألا يتخاذلوا في النضال ضد سلب الحقوق، ولكي نفشل هذه السياسة العشوائية، ومن على هذا المنبر نوجه وفدًا إلى الكنيست لكي يوضح قضيتنا العادلة، وإن لم تصغ السلطات لنا سنتظاهر في القدس مع جماهيرنا وسنهز العالم لكي نوقف الخطر الذي يتربص لوجودنا. إن نضالنا عادل ونأمل أن ترفع كل الأوساط اليهودية الشريفة أصواتها ليخدموا السلام والتعايش المشترك الحقيقي الذي باستطاعته أن يكون مبنيًا على العدل والمساواة بين الشعبين. من على هذا المنبر نبارك القوى الديمقراطية اليهودية التي عبرت عن تأييدها لنضالنا العادل ورفعت أصواتها عاليًا لإيقاف المصادرة. (7)
للحصول على تأييد المجتمعين العربي واليهودي قامت اللجنة القطرية بالأعمال التالية:
1) الحصول على تأييد شخصيات معروفه ( أعضاء كنيست ومثقفين وغيرهم).
2)عقد اجتماعات شعبية، مؤتمرات، احتجاجات،وإصدار مناشير وصحف.
3) إقامة علاقات مع تنظيمات مختلفة.
لقد كان الهدف من هذا ممارسة ضغوط على السلطات لإبطال المصادرة.
1) الحصول على تأييد رجالات معروفين:
أ) أعضاء كنيست:
إن تأييد أعضاء الكنيست يعتبر أمرًا مهمًا من الدرجة الأولى لأنهم يعتبرون من الطبقة السياسية العليا في الدولة وذوي تأثير كبير ومن أعضاء الكنيست الذين جندوا:
– أعضاء كنيست عرب في حزب“المعراخ” (العمل سابقا).
ت) رؤساء السلطات المحلية العربية
ث) شخصيات يهودية.
كيف ظهر تأييد هذه الشخصيات في اللجنة القطرية؟
أ) أعضاء الحزب الشيوعي يؤيدون اللجنة القطرية من خلال تأييد حزبهم لها، ليس هذا فحسب بل إن للحزب الشيوعي الفضل الأكبر في إقامة اللجنة القطرية وهذا ينبع من وعيه لأهمية التنظيمات والأطر المختلفة للمجتمع العربي. إنه يدعم إقامة تنظيمات مختلفة تحت أسماء مختلفة وهو بدوره يقوم بتوجيهها جهرًا أو من وراء الكواليس. هذه التنظيمات ساهمت في حصول الحزب الشيوعي على تأييد واسع بين الجماهير العربية.
في مواقف عديدة يفضل أعضاء الحزب الشيوعيعدم إبراز الصراع القومي الذي يشكل أساسًا في العلاقات بين الأقلية والأكثرية في الدولة. (8) وبدلا من هذا يشددون على الصراع الطبقي كأساس في الحياة الاجتماعية. إن الناطقين بلسان الحزب الشيوعي يوضحون بأن برنامجهم الانتخابي لا يطمح لتحقيق التطلعات القومية للأقلية العربية بشكل منفصل ومستقل على حساب كيان الدولة. إن المطالبة بالحقوق القومية بالنسبة للحزب الشيوعي تتمحورفي عدم القبول والنضال ضد سياسة الاضطهاد والتمييز التي تقوم بها حكومة إسرائيل تجاه المواطنين العرب لكونهم عربًا .
إن قيادة الحزب الشيوعي توضح جليًا الفرق القائم بالنسبة لها بين نضال يطمح لتحقيق الحقوق القومية للعرب في إسرائيل بأبعادها المدنية، وهذا بدوره يوجب الاعتراف بدولة إسرائيل من ناحية، وبين تأييد حقوق الشعب الفلسطيني لتحديد هويته ولإقامة دولة مستقلة بجانب دولة إسرائيل من الناحية الأخرى.
إن موقف الحزب الشيوعي في تأييده للّجنة القطرية يتضح من حديث خاص أجريته شخصيا معالكاتب الراحل إميل حبيبي في كانون ثانٍ 1977:
سؤال: ما هو هدف الحزب الشيوعي من تأييدهللّجنة القطرية للدفاع عن أراضي العرب في إسرائيل؟
جواب: إن الحزب الشيوعي يرى بنفسها جزءًا لا يتجزأ من السكان العرب، منْ يقاسون منَ الاضطهاد ومن سلب الأراضي، ولذلك هدفنا في هذا النضال هو إيقاف سلب الأراضي.
سؤال: ألا يوجد هدف آخر، مثلا كسب أصوات الناخبين العرب؟
جواب: إن الحصول على أصوات الناخبين العرب ليس هدفًا قائمًا بذاته، إن هدفنا في هذا النضال ليس وسيلة أي أنه من أجل إيقاف سلب الأراضي فحسب.
سؤال: ما هو رأي الحزب الشيوعي من ناحية أيديولوجية؟
جواب: إن توقف سياسة الاضطهاد القومي تؤدي إلى إقامة علاقات سلام وأخوة بين الشعبين في دولة إسرائيل، وهذا يؤثر تأثيرًا ايجابيًا على النضال من أجل السلام بين إسرائيل والشعوب العربية. إن النظرة الديمقراطية تجاه العرب في إسرائيل ستساعد في النضال من أجل تطوير الديمقراطية في الدولة وضد من يتآمر عليها.
سؤال: ما هو رأيك في السياسة الإسرائيلية تجاه عرب البلاد؟
جواب: إنها تتنكر لكيانهم كأقلية قومية ذات حقوق قومية ويومية متساوية لليهود. إنها سياسة تسمح بسلب أراضي العرب وقراهم، سياسة تمييز ضد القرية العربية، ضد السلطات المحلية العربية وضد المثقفين العرب. إن تصريح رئيس الحكومة سابقًا إسحاق رابين في اللقاء الوحيد مع رؤساء السلطاتالمحلية ما زال يُرَدد في المجتمع العربي: إنه في تصريحه لا يعترف بالكيان القومي للعرب في إسرائيل بقوله: “ إن دولة إسرائيل هي دولة يهودية، من أهدافها تحقيق الصهيونية، وكل ما نستطيع منحه للعرب هو حرية الدين والثقافة “. وهذا التصريح أثار ردود فعل غاضبة ومعارضة شديدة في المجتمع العربي.
سؤال: ما هي أهمية حل مشكلة الأراضي؟
جواب: حل هذه المشكلة يحدد معالم ومستقبل العلاقات بين الشعبين في إسرائيل ويكون بمثابة امتحان للكيان المشترك بين الشعبين ويحدد مستقبل السكان العرب في إسرائيل. الويل إن تفشل هذه المحاولة.
لم يؤيد الحزب الشيوعي ركاح اللجنة القطرية فحسب بل كان يوجه النضال. إن اثنين من أعضاء السكرتارية في اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي هم أعضاء الحزب الشيوعي حنا نقارة وصليبا خميس. وبالإضافة إلى هؤلاء فعضو الكنيست توفيق طوبي ( عضو الحزب الشيوعي) هو عضو في اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي.
لقد كان نشاط الحزب الشيوعي في ثلاثة اتجاهات:
أ) إلقاء كلمات في المهرجانات والمؤتمرات التي أقامتها اللجنة القطرية:
– عضو الكنيست ماير فلنر ألقى كلمة في 18 أكتوبر 1975 في المؤتمر القطري في قاعة سينما الناصرة (9)
– حنا نقارة ألقى كلمة في نفس المؤتمر.
ب) التوقيع على عرائض احتجاج:
-عضو الكنيست أبراهام لفنبراون والبروفسوركلمان الطمان وقعا على عريضة موجهة للحكومة طالبتبالتوقف عن مصادرة أراضي السكان العرب (10)
ج) نشاط برلماني ( في الكنيست):
– لقد عرض عضو الكنيست توفيق زياد في النقاش الذي جرى في الكنيست في 27\10\75 حول قانون لإصلاح قوانين الأراضي ( امتلاك الدولة لحاجات الجمهور)، عرض هذا النقاش مشكلة مصادرة الأراضي، فقد ذكر المؤتمر الذي جرى في 18\10\75 في الناصرة وقال في كلمته: ” إننا نرفض كل الأقاويل والأعذار والتبريرات التي تختلقها السلطات في قضية إسكان الجليل” أو ” تصنيع الجليل” الخ..
إن هذه المصطلحات لا تخفي بأي شكل من الأشكال أهداف الحكومة الحقيقية… لن نصوت ضد مشروع القانون- إنما نرى بأن المشكلة الأساسية ليست مبلغ التعويضات عن الأرض المصادرة بل هي عملية المصادرة نفسها ” (11)
– عضو الكنيست توفيق طوبي “ الحزب الشيوعي ” : حول استعراض قدمه وزير الزراعة قال توفيق طوبي في النقاش الذي جرى في 11\5\76 : ” لا أساس لكل أقاويل التطوير التي تأتي لتبرير قضية المصادرة، فحتى مستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية، شموئيل طوليدانو، اعترف من على شاشة التلفزيون في 22\4\76 في نقاشه مع رئيس دائرة أراضي إسرائيل “إنه كان بالإمكان الامتناع من المصادرات الأخيرة” السكان العرب سوف لن يتقبلواسياسة المصادرة واستمرار سلبهم التي من أهدافها اقتلاعهم من موطنهم، ليس فقط السكان العرب إنما كل إنسان ديمقراطي وكل من يصبو إلى السلام في إسرائيل عليه أن يرفع صوته ضد سياسة مصادرة الأرض، وضد السياسة المنتهجة تجاه عرب إسرائيل” (12)
الاستنتاج الواضح هنا ان الحزب الشيوعي يقود في الكنيست النضال ضد سياسة مصادرة الأراضي، إنه يعرض المشكلة، يتقدم باستجوابات، يناقش ويستنكر سياسة المصادرة، وهكذا فهو يطرح المشكلة أمام الطبقة السياسية- من تتخذ القرارات في الدولة.
لا يستطيع الحزب الشيوعي تغيير القرارات ولكنه يحاول جاهدًا أمام ساسة إسرائيل التوضيح بأن قسما من مواطني الدولة(العرب) يشكو من السياسة المنتهجة تجاهه.
ب) أعضاء كنيست من كتل مختلفة يؤيدون اللجنة القطرية:
عضو الكنيست مئير بعيل: ( حركة موكيد – “شلي“)
ظهر تأييده في الاتجاهات الآتية:
1) إلقاء كلمات في مؤتمرات اللجنة القطرية: ففي 18 أكتوبر 75 ألقى كلمة في مؤتمر اللجنة القطرية . (13)
2) التوقيع على عرائض احتجاج تندد بمصادرة الأراضي العربية . (14)
3) مظاهرات: لقد تظاهر أعضاء حركته ومؤيدوها ضد سلب أراضي بدو النقب. (15)
عضو الكنيست شولاميت ألوني ( حركة حقوق المواطن):
استنكرت اجتماع السلطات المحلية اليهودية في الجليل الذي أقيم لهدف تهويد الجليل. وبرأيها يعتبر هذا عمل عداء ضد الدولة في الجليل (16) وبالإضافة إلى ذلك فقد نشرت مقالا جريئا تؤيد به المؤتمر القطري للدفاع عن الأراضي الذي أقيم في 18\10\75 وفي المقال ترفض ادعاءات الحكومة التي تحاول تزييف عملية التهويد باستعمالها كلمة تطوير .(17)
عضو الكنيست مارشا فريدمان، ألقت كلمه ضد المصادرة في مؤتمر 18\10\75 واستنكرت أيضًا قرار الحكومة بهذا الشأن.
حزب “مبام”: قام حزب مبام بعمله ضد مصادرة الأراضي، فاللجنة السياسية لهذا الحزب كرستنقاشها يوم 29\10\1975 خصيصًا لهذا الموضوع. لقد دعي لهذا الاجتماع الأعضاء العرب في حزب مبام من قرى الجليل والناصرة. بعض مشتركي “مركز مبام” طالبوا معارضة المصادرة بشدة وهاجموا “حازان” الذي عرّف المخطط باسم “تهويد الجليل “. لقد اتفق في مركز مبام، على أنه بالرغم من أن أكثرية الأراضي التي تقرر مصادرتها صخرية وبعضها بملكية يهودية، يجب النضال ضد هذا المخطط، إذا لم يتم تطوير القرى العربية في الجليل، من النواحي الزراعية، البناء وأعمال تطويرية أخرى مثل شوارع ومياه وغيرها. إذا جرت هذه الأعمال ربما تقل معارضة العرب للمصادرة ويقبلونها كقول “مركز مبام”. إن محاولة مبام هذه باءت بالفشل وان الحكومة صادقت على المصادرة في 26\2\76 فطالب وزراء مبام بتأجيل النقاش في ذلك اليوم ولكن بسبب عدم وجود وزراء آخرين يؤيدونهم تقرر المصادقة على المصادرة.(19)
أعضاء كنيست عرب في حزب المعراخ( العمل سابقا):(20)
عبّر عضو الكنيست الشيخ حماد أبو ربيعة علنًا عن معارضته الشديدة لسياسة الحكومة في موضوع الأرض، وقد ألقى كلمة في مؤتمر 18\10\75.(21)
لقد ثار غضب بدو النقب بسبب فشل وفد الحكومة في تسوية أراضي قبائل النقب العربية وعدم الاعتراف بحق البدو على الأرض التي عاشوا فيها مدة طويلة.
أما عضو الكنيست جبر معدي، نائب وزير الزراعة سابقًا، لقد ذُكِر على لسانه في مجلة “الهدي”: “لقد استطعت تغيير كل القرارات الحكومية بشأن الطائفة الدرزية، ما عدا موضوع الأرض، لأنهم (اليهود) لا يشبعون أبدا .(22)
احمد كامل ظاهر-الناصرة- عضو الكنيست سابقًا يقول: إن أكثرية المواطنين العرب مقتنعون من تجارب الماضي، بأن لحكومة إسرائيل هدف واضح بالنسبة لأراضي العرب وهو: “تخليص”(هكذا نظرت السلطة لعملية مصادرة الارض، حسب رأيه)الأرض من أيدي العرب ومنحها لليهود” (23)
مسعد قسيس- عضو كنيست سابقـًا من قبل حزب “العمل”/ وعضو سكرتارية اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي. منذ عشر سنوات يقوم بحمله قضائية شعبية مستمرة ضد نوايا دائرة أراضي إسرائيل بتسجيل آلاف الدونمات من أراضي قريته، معليا، في الجليل الغربي كأملاك للدولة. (24 )
ت) السلطات المحلية العربية:
إن هدف اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي من إقامة العلاقات مع السلطات المحلية هو تكثيفالنشاطات المحلية كالأعمال الاعلامية والثقافيةوإجراء الاجتماعات وإقامة المهرجانات والاحتجاجات في مناطق سلطتها:
أما النشاطات العامة فكانت:
1) لقد قامت السلطات المحلية في سخنين وعرابة ودير حنا بإرسال رساله إلى وزير الدفاع آنذاك شمعون بيرس في 5\2\75 وبها يحتجون على تصريحه الذي يمنع السكان من الدخول إلى المنطقة “9”.
1.مركز السلطات المحلية.
2. اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
3. اللجنة القطرية للدفاع عن “أراضي العرب في إسرائيل”.(25)
ث) شخصيات يهودية تؤيد مؤتمر الأراضي وتستنكر المصادرة:
استنكرت أصوات يهودية تقدمية مخطط مصادرة الأراضي: مثل بروفسور حنان اوفنهيمر، بروفسور كلمان الطمان، بروفسور هلموت ابشطاين، دكتور بنيامين بيت هلاحمي، بروفسور أريه زكس، دكتور بنيامين كوهين، دكتور جبريئيل موكيد، بروفسور دان ميرون، بروفسور ليني بوزنر.
وصحفيون مثل: عاموس كينان، (26) يوسف الغازي(جليلي) (27)، نتان يلين مور، يغئال لبيب، ايلي كينان، ران كسليف. (28)
موظفون أعضاء الحزب الشيوعي مثل:يهوشوع ايرغه(عضو اللجنة التنفيذية في الهستدروت بيتح تكفا)، يسرائيل الكسندر (موظف- رمات غان) موشيه زيسر(عضو مجلس الهستدروت-يافا) دافيد حينين(عضو مجلس الهستدروت –تل ابيب).
هؤلاء الأشخاص وغيرهم قاموا بالتوقيع على عرائض احتجاج تطالب الحكومة بإلغاء مخططات مصادرة أراضي العرب في إسرائيل ومخططات تقليص مناطق نفوذ السلطات المحلية العربية، إنهم يطالبون أيضًا بتأييد مؤتمر الدفاع عن الأراضي وذلك لان المصادرة والسلب هي تعبير عن سلب الحقوق والتمييز، وتعمل على توسيع العداء بين الشعبين.(29)
إن أهمية تأييد هؤلاء الأشخاص لا تثمن إذ قاموا بنشاطات تنويرية في الوسط اليهودي وذالك لكسب أصوات يهودية تضغط على الحكومة لإيقاف قرارها.
2) اجتماعات شعبية، مؤتمرات واحتجاجات:-
إن الهدف من الاجتماعات الشعبية والمؤتمرات هو توحيد الصفوف وتجنيد فئات مختلفة لتتقدم باحتجاجات ضد قرار الحكومة في محاولة لإبطالها.
وبالإضافة إلى المؤتمرات القطرية التي جرت في 15\8\75 وفي 18\10\75 أقيمت اجتماعات ومؤتمرات كثيرة أخرى:
1) لقد أقامت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الدفاع عن الأراضي اجتماعين تمهيديين في 7\9\75 في بلدتي طمرة وعرابة وتقرر فيهما دعم المؤتمر القطري والاحتجاج أمام الحكومة ضد المصادرة وتوجيه نداء إلى السلطات المحلية العربية لدعم النضال من أجل الحفاظ على الأراضي وتقرر إرسال برقيتينمن البلدتين إلى رئيس الحكومة.(30)
2) لقد قام المجلس المحلي في قرية الرينة في 13\9\75 بعقد اجتماع تقرر فيه بالإجماع الاحتجاج وإرسال برقية تهنئة إلى المجلس المحلي في طرعان وسكان القرية على المظاهرة التي قاموا بها في 10\9\75
3) لقد أجرت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأراضي في 13\9\ 75 اجتماعًا موسعًا لرؤساء مجالس من قرى مختلفة في قرية البقيعة وقد جرى في نفس القرية اجتماع شعبي في 26\9\75.
4)لقد أقيم في حيفا في 8\10\75 اجتماع شعبيترأسه عضو سكرتارية اللجنة القطرية القس شحادة شحادة وقد توجه بنداء إلى المجتمعين لتأييد نضال المواطنين العرب لإبطال مخططات المصادرة وكان من بين المتكلمين: دكتور بنيامين بيت هلاحمي، شاي عيلام (ممثل حلقة التعايش في جامعة حيفا)، حاتم حلبي وكمال كيوف (ممثلو لجنة المبادرة الدرزية)، وبروفسور كلمان الطمان.(31)
5) مؤتمر سخنين في 13\2\76 الذي أقيم بمبادرة من السلطات المحلية في البلدات الثلاث: سخنين وعرابة وديرحنا بالتعاون مع اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي. وكان هدف هذا الاجتماع الاحتجاج ضد قرار الحكومة مصادرة أراضي منطقة “9” (أراضي القرى الثلاث). وحضر هذا المؤتمر قرابة الخمسة آلاف شخص وتقرر إجراء مسيرة يهودية عربية إلى المنطقة المغلقة “9” (32)
6) اجتماع شفاعمرو 25\3\76:- قامت بإعداد هذا الاجتماع اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي وحضر هذا المؤتمر قرابة 20 رئيس سلطة محلية عربية وجرى هذا الاجتماع بسبب عدم استجابة الحكومة للتوجهات الكثيرة التي قامت بها اللجنة المبادرة إلى الدفاع عن الأرض ومن ثم اللجنة القطرية، وأغلبية القرى العربية. وقد استمرت الحكومة بعنادها في قرارها لمصادرة الأراضي.
وقرر مشتركو الاجتماع ما يلي:-
1) إضراب عام في يوم 30 آذار 1976.
2) التوجه بنداء إلى الأمم المتحدة.
3)القيام بحمله إعلاميه في العالم.(33)
ردود فعل السلطة:
لقد صرحت أوساط في القدس الغربية : ” إن هذه القرارات، أي قرارات اجتماع شفاعمرو، هي أخطر قرارات تتخذ منذ قيام الدولة” (34)
وصرح طوليدانو مستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية آنذاك: “سوف لن يحدث أي تغيير في قرار الحكومة “(35) أما يهوشوع ربينوفتش وزير المالية سابقا فقد قام بنشر أمر مصادرة الأراضي في الصحف الرسمية. (36) أمر يزيد من استياء السكان العرب وتوترهم.
يوم الأرض 30 آذار 1976
إن إضراب العرب في إسرائيل كان الموضوع الرئيسي في الاجتماع الذي دام 4 ساعات بين أفراد قيادة حزب العمل يوم الجمعة 19\3\76.
وتقرر إدخال قوة بوليسية إلى مدينة الناصرة للرد بشدة على كل تجمع في المدينة، وتقرر اتخاذ إجراءات صارمة ضد الإضراب والمظاهرات الممكنة في كل مكان، وخاصة إذا جرت المظاهرة أمام مبنى الكنيست في القدس الغربية.
لقد توجهت اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض إلى رئيس الكنيست طالبة منه تصريحًا للقيام بإجراء المظاهرة، ولكن الطلب رُفِضَ.
لقد دار النقاش في اجتماع قادة حزب العمل أيضًا حول نشاط القائمة الشيوعية الجديدة بين طلاب المدارس الثانوية في الناصرة وعكا وقرى الجليل لكي يضربوا عن التعليم ويتظاهروا في 30 آذار. وقد بدأ في نفس الوقت القسم العربي في مركز حزب العمل بنشاط كبير لتنظيم أعضاء الحزب لكي يقوموابنشاطات ضد الإضراب، وقد اجتمع في مركز حزب العمل أعضاء حركة التغيير والتعايش من يهود وعرب أعضاء حزب العمل واستنكرت هذه المجموعة الإضراب، الذي يستغل حسب رأيهم، قضية الأرض لنضال سياسي. وقد عبّر أيضًا أعضاء الكنيست العرب في حزب العمل عن تخوفاتهم من الاستعدادات للإضراب الذي أعلن، حسب رأيهم، من قبل أقلية لا تمثل كل العرب في إسرائيل الأمر الذي يضربالتعايش بين الشعبين في إسرائيل.(37) والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل إعلان الإضراب يضر بالتعايش بين الشعبين حقًا أم أن المصلحة الشخصية لأولئك هي التي دعتهم للقيام بمثل هذه التصريحات الخالية من كل صدق وإخلاص؟! وهل مصادرة الأراضي لا تضر بالتعايش بين الشعبين؟! لقد اجتمعت في 21\3\76 في شفاعمرو اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية للنقاش حول موقفها من الإضراب وحضر الجلسة 24 من مجموع 48 رئيس سلطة محليه. وقرروا عقد اجتماع في 25\3\76 لكل رؤساء السلطات المحلية العربية في إسرائيل، لكي يتباحثوا في قضية الانضمام إلى الإضراب في 30 آذار 1976. اتخذ هذا القرار بعدجلسة دامت خمس ساعات، لقد اشترك السيد شموئيل طوليدانو مستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية بجزء من هذا الاجتماع. حضر هذا الاجتماع في شفاعمرو 11 من أعضاء منظمة رؤساء السلطاتالمحلية العربية التي تعد 48 عضوًا، وجرى الاجتماع في بيت إبراهيم نمر حسين رئيس المجلس البلدي في شفاعمرو وليس في بناية البلدية وذلك لأن بعض أعضاء منظمة رؤساء السلطات المحلية الذين لم يدعوا حضروا لاجتماع اللجنة. وجرى في الاجتماع تصويت وكانت نتيجته 8 من 11 عضوًا مع الإضراب.
وعندما سمع رؤساء السلطات المحلية الأخرى الذين انتظروا في بناية بلدية شفاعمرو هذه النتيجة، أعلنوا عن عدم صحية اتخاذ قرار مصيري كهذا فقط في لجنة رؤساء السلطات المحلية واقترحوا عقد اجتماع لجميع رؤساء السلطات المحلية ال -48. وهكذا تقرر عقد اجتماع لجميع الرؤساء في 25\3\76 في شفاعمرو. وتم هذا الاجتماع وكانت نتيجة التصويت 35 ضد الإضراب و9 امتناع و1 مع الاضراب و 3 ورقة بيضاء. وهكذا تقرر في اجتماع رؤساء السلطات المحلية عدم الانضمام إلى الإضراب. (38)
ردود فعل اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي:
لقد كان رد فعل اللجنة القطرية للدفاع عن الاراضي على قرارات اجتماع رؤساء السلطات المحلية الذي جرى في 25\3\76 كما يلي: ” إن الإضراب هو الواقع المحتوم ويجب أن يجري حسب التخطيط له، لأن قرار رؤساء السلطات المحلية لا يعكس الأوضاع، إنه رأي شخصي لرؤساء السلطات المحلية فقط. ومع ذلك فقد قررت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي عدم إجراء مظاهرة أمام مبنى الكنيست لأنه لم يصرح به من قبل سكرتارية الكنيست .(39)
إن اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي ترى أن “الإضراب الشامل الذي أعلنه العرب الفلسطينيون في إسرائيل، في 30 آذار 1976، احتجاجًا على سياسة التهويد والمصادرة، كان تأكيدًا على عزم الجماهير العربية على النضال بدون هوادة والدفاع عن حقوقها القومية واليومية، ومن حقها الاحتفاظ بأرضها – أرض آبائها وأجدادها”(40)
وتصر اللجنة القطرية أيضًا : ” لقد استعملت السلطة شتى الوسائل لمنع الإضراب أو إحباطه، استخدمت التهديد والوعيد.. قامت بعملية عرض عضلات، وإدخال قوات مسلحة للقرى العربية وخاصة إلى مدينة الناصرة، ونظمت أشد الضغوط على رؤساء السلطات المحلية العربية الذين جمعتهم في شفاعمرو وعشية يوم الإضراب، في 25\3\1976، وانتزعت قرارًا مزورًا باسم أكثرية الرؤساء بإلغاء قرار الإضراب، هذا القرار الذي لم يتخذه الرؤساء بل اتخذته اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي وأيدته اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وهي لجنة منتخبة مصغرة انتخبها اجتماع عام لرؤساء السلطات المحلية العربية. ولم تجدِ تهديدات السلطة وأساليبها الإرهابية فكانت نتائج الإضراب مذهلة على الرغم من سقوط الشهداء الستة برصاص الجنود وعلى الرغم من وسائل القمع الهمجية.
لقد هز الإضراب الرأي العام الإسرائيلي والعالمي وحطم أسطورة الفردوس الذي يعيش فيه العرب في إسرائيل. لقد عبّر الإضراب عن وحدة الجماهير العربية وتصميمها على مقاومة سياسة المصادرة والتمييز القومي التي تمارسها السلطات منذ قيام الدولة. كان الإضراب أيضًا تعبيرًا عن المطالبة باحترام الكيان القومي للعرب في إسرائيل والاعترافبحقوقهم القومية واليومية وعلى رأسها وقف سياسة مصادرة الأراضي” (41)
إن أهم الأمور التي حققها يوم الأرض أنه أدخل إلى قلوب الكثيرين في إسرائيل أن لصالح الشعبين يجب تغيير النظرة تجاه العرب في إسرائيل ويجب منحهم حقوقهم كاملة.
طالبت منظمات عديدة الحكومة بإقامة لجنة تحقيق لحوادث يوم الأرض:
اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي.
منظمة حقوق الإنسان والمواطن.
اتحاد اليسار الصهيوني الاشتراكي المستقل.
اتحاد الشباب الشيوعي الإسرائيلي.
حركة النساء الديمقراطيات في إسرائيل.
التنظيم الإسرائيلي لمحاربي الجبهة المضادة للهتلرية وضحايا النازية.
كيبوتس كيرم شالوم.
كيبوتس غاعاش.
وطالب حزب مبام إقامة لجنة وزارية باشتراك شخصيات عربية وقررت منظمة الشبيبة “همشميرت هتسعيراه” في حزب العمل إرسال وفد إلى القرى العربية لتفحص ماذا جرى في يوم الأرض ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل.
ماذا جرى بعد 30 آذار 1976
لم يغير إضراب وأحداث 30 آذارمن موقف الحكومة وقراراتها وفي نفس الوقت حدث تغيير في أعمال اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي وتمثل ذلك بإعتدال في مواقفها، وذلك باجتماعات واحتفالات قليلة، وأعمال اللجنة كانت مختصرة وقليلة مقارنة مع ما حدث ومع ما قامت به اللجنة قبل الإضراب ومن أهم النشاطات:
رد الفعل لدى رؤساء السلطات المحلية كان: ” ليست هناك نتائج حقيقية، لقد رفضت جميع طلباتنا”. (44)
5) قامت حركة موكيد بقيادة عضو الكنيست مئير بعيل ( تغيرت لحركة “شيلي”) بإجراء اجتماعاحتجاجي ضد مصادرة الأرض في قرية عين ماهل قرب الناصرة في 29\5\76.(45)
6) نشاطات إعلامية وثقافية: قررت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي إرسال ممثلين إلى خارج البلاد في حملة إعلامية وقررت أيضًا الاستمرار بنشاطات إعلامية في المجتمع اليهودي بالإضافة إلى النشاطات التي تقوم في المجتمعالعربي. وأصدر أيضًا الكتاب الأسود الذي يحتوي على تقرير عن حوادث يوم الأرض 30\3\76. لقد اتخذت هذه القرارات في اجتماع جرى في 29\5\76 وحضره مراسلو صحف وتلفزيون وإذاعة من كافة أنحاء العالم. (46)
7) النشاط في الكنيست : في الجلسة التي جرت في 11\5\1976 قام عضو الكنيست توفيق طوبي (الحزب الشيوعي) بالرد على وزير الزراعة بقوله: ” يجب على الحكومة أن تدع السكان العرب يملكون أراضيهم، وعليها مساعدتهم بتطوير بلداتهموزراعتهم التي باستطاعتها التأثير على اقتصاد الدولة ويعود ذلك لصالح العرب ولصالح الاقتصاد القومي” . (47)
8)عقد اجتماع قطري في 5\2\77 في الناصرة اشترك فيه معظم رؤساء وأعضاء السلطات المحلية العربية واشترك فيه أيضًا ممثلون عن 51 فرعاً للّجنة القطرية للدفاع عن الأراضي. (48)
لقد طالب البعض في هذا الاجتماع إعلان إضراب شامل لإحياء الذكرى السنوية الاولى ليوم الارض ولكن تقرر في النهاية عدم إعلانه ومواصلة النضال في جميع الطرق القانونية المتوفرة وعلى هذه النقطة بالذات شدد عضو الكنيست توفيق زياد (الحزب الشيوعي) ولخص أعمال اللجنة المحامي محمد ميعاري ( عضو سكرتارية اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي). وقرأ قرارات اللجنة صليبا خميس ( عضو الحزب الشيوعي وعضو سكرتارية اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي).
9) وتمّ أيضًا لقاء عربي يهودي بين ” اللجنة من أجل التطوير بدون سلب” وبين “اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي” في 21\3\77 في قاعة ” بني بريت” تل – أبيب. واشترك في هذا اللقاء كل من : البروفسور يتسحاك دشيغر، عضو الكنيست ابراهام لفنبراون (الحزب الشيوعي)، القس شحادة شحادة، الدكتور مناحيم بري، عضو الكنيست مئير بعيل (موكيد\ شيلي)، جمال طربيه ، محمود حصري ( عضو مجلس أم الفحم آنذاك) والشاعر يبي. (49)
10) لقد أصدرت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي نشره لمرة واحدة ” تراب الوطن” في بداية شهر فبراير 1977.
11) قامت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي بتوزيع منشور يطالب الجمهور التقيد بقرارات الاجتماع الذي جرى يوم 5\2\77 في ذكرى يوم الأرض 30\3\77 ، وكانت القرارات كالآتي:
أ) الوقوف دقيقة حداد في الساعة الثانية عشرة ظهرًا في 30\3\77.
ب) لقد طلبت اللجنة القطرية من الأئمة رفع الآذان ومن الكهنة قرع أجراس الحزن في نفس الساعة.
ج)إقامة اجتماعات عامة في أماكن مختلفة لإحياء ذكرى الشهداء وإحياء ذكرى يوم الأرض.
د) الاشتراك في اجتماعات عامة في يوم الأرض والتبرع بالمال لكي تستطيع لجنة الدفاع القيام بمهامها المختلفة.
هـ) إقامة اجتماع شعبي في كفركنا يوم السبت 26\3\77 الساعة الثالثة بعد الظهر.
و) إقامة اجتماع قطري في الطيبة في المثلث 29\3\77 الساعة الرابعة بعد الظهر.
ز) احتفال عام في قرية عرابة الساعة الثالثة في 30\3\77 . (50)
وفي الاجتماع الشعبي لإحياء الذكرى الذي أقيم في 30\3\77 في قرية عرابة احتشد أكثر من 20 ألف نسمة واستمر أكثر من 4 ساعات وقام صليبا خميس عضو سكرتارية اللجنة القطرية ولخص قرارات الاجتماع:
كرست اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي كل جهودها ليمر يوم الأرض 1977 بهدوء ويكون ذا طابع تذكاري لأرواح الشهداء.
ولذلك قامت تنظيمات مختلفة ضد هذا القرار واتهمت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي بخيانة القضية العربية ومن أهمها:
– منظمة اتحاد العمال ” بريت هبوعاليم” : ” منذ يوم الأرض احتفظت لنفسها اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي بحق هذا النضال، دون أن تشترك به جماهير العمال والفلاحين والشباب. لذلك لم تعلنلجنة الدفاع عن الأراضي إضرابًا عامًا في 30\3\77 .
– المجموعة الشيوعية “شرارة”: لقد دخل يوم الأرض في مجال النضالات ضد الامبريالية والصهيونية، وإن الجماهير تريد أن تخرج في هذا النضال، ولكن اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي والحزب الشيوعي ركاح منعوهم من هذا.
– حركه “متسبين”: لقد ظن الجميع أن اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي تعلن إضرابًا ولكن لم يحدث شيء من كل هذا- لقد خنقت الأصوات .
– منظمة أبناء البلد في قرى أم الفحم وكابول ونحف استنكرت قرار اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي بعدم الإضراب وترى في هذا القرار ليونة في موقف اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض “لغاية في نفس يعقوب”(52) .
– لجنة الطلاب العرب في الجامعة العبرية في القدس: ” الذي يحصر “يوم الأرض” في الثلاثين من آذار في احتفالات ذكرى ليوم كان، ويبذلون الجهد كي لا يعود ذلك اليوم بكل ما جسده من إرادة نضالية جماهيرية فلسطينية نموذجية : أولئك الذين يحصرون ويحبسون النضال الجماهيري بمهرجانات وآذان وقرع أجراس عن سابق عمد وإصرار بدل أن يصعدوا هذا النضال ويرسخوه، أولئك الذين يحاولون عبثًا أن يوحوا أن لا حاجة للإضراب في هذا الظرف بينما تلمس الجماهير وعلى جلدها استمرار سياسة القهر والسلب وبينما تتوق هذه الجماهير لمواصلة الكفاح بنفس حدته التي تجلت في العام الماضي، أولئك الذين يفعلون كل ذلك- يقفون عن إدراك أو عن عدم إدراك في صف الانهزاميين، وهم بذلك لا يحق لهم الاستمرار والوقوف على رأس قيادة نضال جماهيرنا…….. أولئك الذين يتعامون اليوم عما يجري على الأرض الفلسطينية وعن استمرار مخطط التهويد المشئوم، إنما يفعلون ذلك استمرارًا لنهجهم الواضح بتجزئة القضية الفلسطينية وحصرها بالضفة الغربية وقطاع غزة نهائيًا، شعبـًا وأرضـًا، بينما يريدون لنا، نحن هذا الجزء من الشعب الفلسطيني يريدون لنا الربط النهائي بالكيان الصهيوني القائم”(53) .
على الرغم من الجهود التي بذلتها هذه التنظيمات لقد مرت الذكرى الأولى ليوم الأرض بهدوء تحت شعار “الانضباط” ما عدا في قريتي باقة الغربية وجت في المثلث .
وأرى أن انتخابات الكنيست التاسعة التي جرت في 1977.5.17 هي من أهم الأسباب التي دعت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي والحزب الشيوعي إلى الظهور بالاعتدال والليونة وذلك لكسب شخصيات عربية ويهودية في الانتخابات، ولذا أقام الحزب الشيوعي “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” التي حوت بالإضافة إلى رفاق الحزب الشيوعي شخصيات يهودية وعربية لم تكن قريبهبمواقفها من الحزب الشيوعي الإسرائيلي طوال مسيرته، بعضها كانت مؤيدة للأحزاب السلطوية الحاكمة. فلو لم يظهر الحزب الشيوعي اعتدال موقفه يوم الأرض 1977 من يدري هل كان يستطيع كسب تلك الشخصيات العربية؟! إن ما يدعو إلى ترجيحهذا الرأي هو أن عضو الكنيست توفيق زياد (الحزب الشيوعي) قد استغل اجتماع الذكرى الأولى ليوم الأرض لدعوة ألوف الحاضرين إلى تأييد “الجبهة ألديمقراطيه للسلام والمساواة” .
الذكرى الاولى ليوم الأرض 30 آذار 1977
ترأس الاجتماع القس الراحل شحادة شحادة. ودعا في كلمته إلى تكريس شهر آذار للاجتماعات الشعبية والمنطقية في سائر انحاء البلاد لإحياءذكرى يوم الأرض .
وحذر المحامي حنا نقارة من مبادلة الأرض وحلل في كلمته الوضع القانوني والإجراءات التي اتبعت والتي ينبغي إتباعها لإفشال مشاريع مصادرة العشرين ألف دونم الأخيرة.
أما جمال طربيه رئيس السلطة المحلية فيسخنين أكد من جديد على ضرورة وحدة الصف وأهميتها. وقال إن سكرتارية اللجنة اقترحت الاكتفاء بعقد اجتماع قطري في سخنين ولم توصي بإعلان إضراب عام .
أما صليبا خميس عضو سكرتارية لجنة الدفاع عن الأراضي وعضو الحزب الشيوعي ألقى كلمة استعرض فيها مشاريع مصادرة الأراضي العربية وأكد واجب لجنة الدفاع في اطلاع الجماهير على الأخطار المحدقة بها وتجنيد الرأي العام محليًا وعالميًا.
أما المحامي محمد ميعاري فأكد على أهمية النضال المنظم وقال أن الإستراتيجية المتفق عليها هي المحافظة على الأراضي والكفاح لإلغاء المصادرة.
وحضرت حركة ” أبناء البلد” هذا الاجتماع واتهمت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي بالتخاذل لأنها لم تدع الجماهير العربية إلى الإضراب العام. وردّ على ” أبناء البلد” رئيس بلدية الناصرة وعضو الكنيست (الحزب الشيوعي) توفيق زياد محاولا إثبات صحة القرار لعدم الإضراب بقوله: ” أما عندما تنضج الظروف وتحس الجماهير بضرورة العمل الكفاحي تقوم بذلك (أي بالإضراب) وقيمة نجاح إضراب 30 آذار 76 كانت أننا استطعنا بواسطته أن نعكس وحدة الشعب التي لم تكن ظاهرة قبله”. (54)
2) يوم الارض 30 آذار 1978: لقد حضر مهرجان يوم الأرض 78 في سخنين قرابة عشرين ألف مواطن. ودقت أجراس الكنائس وارتفع الآذان في قرى الجليل والمثلث، ووقف طلبة المدارس الثانوية في عديد من القرى دقيقة حداد لذكرى الشهداء. وأضربت مدن الضفة والقطاع تضامنًا مع العربفي إسرائيل، وأضرب السجناء العرب في السجون الإسرائيلية. ووصلت في الساعة الثانية والنصف إلى سخنين مسيرتان من دير حنا وعرابة وجرى يوم الذكرى الثاني في مقبرة سخنين حيث ينتصب النصب التذكاري لإزاحة الستار عنه. (55)
لقد صادق المهرجان على القرارات التالية:
1. إعلان عزم الجماهير العربية على مواصلة الكفاح لوضع حد لسياسة السلب والاضطهاد.
2. توجيه تحية للقوى الديمقراطية اليهودية التي وقفت إلى جانب الكفاح العادل.
3. تكليف لجنة الدفاع عن الأراضي بإعداد مذكرة وافية بمطالب جماهير الشعب وإرسالها إلى رئيس الحكومة.
4. استنكار القمع ضد الجماهير العربية في النقب وفي المناطق المحتلة.
5. إعلان التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني في لبنان. (56)
يوم الأرض 30 آذار 1979
لقد جرى في يوم الجمعة 17\2\1979 “مؤتمر الدفاع عن الأرض والمأوى” في الناصرة وحضره قرابة الألفين. تقرر في هذا المؤتمر الكثير بشأن العرب فيإسرائيل. وأما بالنسبة ليوم الأرض فقد تقرر إحياء الذكرى السنوية الثالثة بإقامة ثلاثة مهرجانات في مناطق مختلفة، واحد في الطيبة وواحد في كفركنا، وواحد في دير حنا، ويدعو المؤتمر طلاب المدارس الثانوية وطلاب الجامعات لأن تخصص ساعة في ظهر هذا اليوم لمناسبة ذكرى وأحداث يوم الأرض ولشرح قرارات المؤتمر. ويدعو المؤتمر القوى اليهودية الديمقراطية المتمسكة بمبادئ المساواة والتعاون الأخوي اليهودي العربي أن تنظم نشاطات الشرح والدعاية المناسبة لتوسيع التضامن مع معركة المساواة في الحقوق وضد التمييز القومي ومن أجل الديمقراطية. (57)
خلاصة:
إن إسرائيل في الوقت نفسه، هي وطن جميع مواطنيها العرب واليهود وعلى الحكومة وهيئات الدولة المختلفة أن تحترم مبادئ المساواة في الحقوق بين جميع المواطنين”، وقرار آخر “إن الأقلية القومية العربية في إسرائيل هي جزء من الشعب العربي الفلسطيني، الاعتراف بحق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة إلى جانب إسرائيل، وبحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وفق قرارات الأمم المتحدة، والاعتراف المتبادل باستقلال وسيادة جميع دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل والدولة الفلسطينية والدول العربية الأخرى”، التضامن مع عرب النقب، إلغاء ” الدوريات الخضراء، إعادة لاجئي قريتي إقرث وكفر برعم، استنكار لعزم السلطة على ترحيل عرب السواعد من أراضيهم في منطقة الشاغور في الجليل، وقف التمييز في التأمين الوطني وقروض الإسكان ” وغيرها من القرارات(58).
وبهذا تكون اللجنة القطرية للدفاع عن أراضي العرب في إسرائيل قد وسعت نشاطاتها إلى مجالات أخرى إضافة إلى الدفاع عن الأراضي، ومن الجدير ذكره انه منذ البداية، عندما قامت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي كتنظيم شعبي كان الحزب الشيوعي الإسرائيلي-ركاح قد أخذ على عاتقه مسؤولية تنظيم النضال ضد مصادرة الأراضي بلوأكثر من ذلك، لقد كان نشيطو الحزب الشيوعي الإسرائيلي- ركاح هم المبادرون إلى الاجتماعالتأسيسي للجنة الدفاع عن الأراضي والذي عقدفي 29 يوليو 1975 في حيفا وهكذا أصبح طبيعيا أن تتبنى لجنة الدفاع عن الأراضي الكثير من الاتجاهات السياسية للحزب الشيوعي الإسرائيلي-ركاح.
2. توقفت لجنة الدفاع عن الأراضي عن نشاطاتها لسببين أساسيين:
السبب الأول متعلق بالجانب التنظيمي وهو أن أعضاء اللجنة هم شخصيات قيادية ذوي إرادة حسنة إنهم مدركون لقضايا مجتمعهم وشعبهم ويعون أن من أهم أدوارهم هو الدفاع عن هذه القضايا والتي من أهمها قضية مصادرة الأراضيولكن من أجل إخراج هذه النوايا إلى حيز التنفيذ لا تكفي الإرادة الحسنة ، يجب أن تتحول إلى إرادة فاعلة وهذه بحاجة إلى تنظيم يمتاز بأنظمة وبموظفين للقيام بالأعمال الإدارية : مدير عام، سكرتير، موظفون للتنسيق وللتنظيم وغيرها من الوظائف وليس صحيا أن نسأل في كل اجتماع: من يقوم بماذا؟ هذا السؤال أساسي في علم التنظيمات ويجب أن يكون واضحا أصلا!
السبب الثاني هو أنه في سنة 1982 أقيمت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل وكانت إقامتها نتاجا ليوم الأرض 1976 وللروح النضالية الشعبية التي سادت والتي عززها يوم الأرض. هذه اللجنة هي الهيئة التمثيلية القيادية الوحدوية العليا للجماهير العربية الفلسطينية مواطني دولة إسرائيل، يشارك فيها رؤساء السلطات المحلية العرب، أعضاء الكنيست العرب من الأحزاب التي تمثل القضايا العربية وممثلون عن أحزاب سياسية وتنظيمات عربية غير برلمانية. لهذه اللجنة أهداف عدة ومن أهمها الهدف الرابع وهو “العمل على وقف وإلغاء مصادرة الأراضي العربية وسياسة هدم البيوت بكل تجلياتها وأشكالها واستعادة ما صودر من هذه الأراضي ومن أجل الاعتراف الرسمي والفعلي بجميع القرى غير المعترف بها وإقامة سلطات محلية منتخبة فيها وإلغاء كافة القوانين والتشريعات التي تميز وتمس بحقوق المواطنين العرب في البقاء والتطور على أرض وطنهم”
هذا الهدف يعني أنه لا حاجة بعد اليوم للجنة القطرية للدفاع عن الأراضي لان لجنة المتابعة العليايفترض أن تقوم بهذا الدور.
3. هناك وجهان للسياسة الإسرائيلية المنتهجة في المجتمع العربي :
وإن العرب في إسرائيل يعتقدون وبحق بأن سياسة حكومة إسرائيل هي مصادرة أراضيهم لكونهم عربًا ومنحها لليهود لكونهم يهوداً، وإن دائرة أراضي إسرائيل هي من ينفذ هذه السياسة.
4. إن السياسة، نظريا، هي ذلك المجال و \ أو الأسلوب و\أو العملية التي تعالج الصراعات القائمة لتصل إلى أهداف تكون في صالح الجميع .
أما السياسة الإسرائيلية تجاه العرب في الدولة فهي على العكس من ذلك، إنها في قضية الأرض خاصة خلقت الصراعات بدل أن تعالجها، وخلقت تناقضات مصلحية بدل أن تخففها.
5. إن حقيقة وجود شعبين مختلفين حضاريًا وثقافيًا ودينيًا وقوميًا في إسرائيل توجب
معاملتهما بالمساواة والعدل على الرغم من جميع الفروق بينهما.
شكر وتقدير:
اتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى:
نشر المقال في:كتاب دراسات، 2012، العدد الخامس، كتاب أبحاث سنوي، يصدر عن دراسات-المركز العربي للحقوق والسياسات.رئيس التحرير د. يوسف تيسير جبارين.كانون الاول/ديسمبر 2012الناصرة
هوامش
لقد ترأس المهرجان:
1- القس شحادة شحادة – كفر ياسيف.
2- الدكتور أنيس الكردوش – الناصرة.
3- محمد داوود – رئيس المجلس المحلي في أمالفحم سابقا.
4- يونس نصار – رئيس المجلس المحلي فيطرعان.
5- جمال طربيه – رئيس المجلس المحلي فيسخنين.
6- اسعد يوسف – رئيس المجلس المحلي فييافة الناصرة.
7- حنا نقارة – محام ، عضو الحزب الشيوعيركاح – حيفا.
8- صليبا خميس – صحفي ، عضو الحزبالشيوعي ركاح – حيفا.
1- القس شحادة شحادة – كفر ياسيف.
2- صليبا خميس.
3- حنا نقارة .
4- محمد ميعاري – محام – عضو في حركةالأرض سابقا.
5- مسعد قسيس – رئيس المجلس المحلي فيمعليا – وسابقا عضو كنيست من
قبل حزب العمل.
6- محمد محاميد – سابقا رئيس المجلس المحليفي أم الفحم.
7- يوسف نسيب خير– رئيس مجلس محليالبقيعة.
8- عبد الرحيم حاج يحيى– رئيس المجلس المحليالطيبة.
9- حبيب أبو حلو محام – الرامة
6. الكتاب الأسود عن يوم الأرض 30 آذار 1976 ،إصدار اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربيةفي إسرائيل ، أيلول 1976 ، حيفا (صفحات 167-171).
7. نشرة تحت العنوان ” خلاصة قرار المؤتمر القطريللدفاع عن أراضي العرب في إسرائيل ” 18 أكتوبر1975 المحامي حنا نقارة .
8. جريدة الاتحاد ، الناطقة بلسان الحزب الشيوعيركاح باللغة العربية، 11 أيار 1976 تحت عنوان ” الاعتراف بإسرائيل – نعم الصهيونية – لا“.
انظر أيضا جريدة هأرتس 8 حزيران 1976.
9. جريدة هأرتس، جريدة زو هديرخ ، جريدة الأنباء15\10\75 (إعلان).
10. هأرتس 8\3\76.
11. زو هديرخ 5\11\75 ” مصادرة الأراضي هيسياسة تضر بالشعبين “.
12. المصدر السابق 2\6\76 مقال بقلم توفيق طوبي” تاريخ الدولة مليء بالسلب“.
13. هأرتس وزو هديرخ 15\10\75 ، الأنباء14\10\75 (إعلان).
14. هأرتس 8\3\76 (إعلان).
15. جريدة معاريف 2\3\76
16. الاتحاد 4\11\75.
17. يديعوت احرونوت ، الملحق الأسبوعي ليومالجمعة ، 31\10\75.
18. جريدة دافا ر 27\10\75.
19. جريدة دافا ر 1\3\76.
20. كتبت جريدة معاريف في يوم 22\3\76 مقالاتحت العنوان ” وأيضا أعضاء كنيست عرب مرتبطونمع حزب العمل– ضد المصادرة“.
21. هأرتس ، زو هديرخ 15\10\75 ،الأنباء14\10\75. (إعلان)
22. هأرتس 15\10\75.
23. هأرتس 15\10\75.
24. هأرتس 15\10\75.
25. الكتاب الأسود صفحة 124.
26. قام عاموس كينان بنشر مقال في جريدة يديعوتاحرونوت في 15\3\76 تحت العنوان “الحماقةوالعجز“ وقامت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضيبتوزيع المقال كمنشور باللغتين بالعبرية وبترجمته للغةالعربية.
27. لقد قام يوسف الغازي (جليلي) بإعداد كراسبعنوان ” الخيار أمام بدو النقب ” ونشر في ديسمبر1976 تل أبيب من قبل ” منظمة حقوق الإنسانوالمواطن “.
28. ران كسليف احد محرري جريدة هأرتس ، وكتبسلسلة مقالات في هأرتس ابتدأها يوم الجمعة23\7\1976 حول قضية مصادرة الأراضي تحتالعنوان “الأرض العربية والسلطة الإسرائيلية“. وبمقالاته هذه يعبر عن استيائه واستنكاره لسياسةالسلطات الإسرائيلية بخصوص أراضي العرب فيإسرائيل.
29. زو هديرخ هأرتس 15 أكتوبر 1975 ، الاتحاد21 أكتوبر 1975
30. الاتحاد 9\9\75
31. زو هديرخ 12\\1975
32. الاتحاد 17\2\76
33. معاريف 7\3\76
34. يديعوت احرونوت 7\3\76
35. هأرتس 7\3\76
36. يلكوت هبرسوميم رقم 2206 ص 1454 يوم19\3\76
37. هأرتس 31\3\76
38. عل همشمار ،دفار، الأنباء 26\3\76
39. الاتحاد ، دفار ، معاريف ، يديعوت احرونوت ،هأرتس 26\3\76
40. الكتاب الأسود ص 11.
41. نفس المصدر صفحات 11-12.
42. عل همشمار 26\5\1976
43. من الكتاب الأسود ص 126-127.
44. يديعوت احرونوت 26\5\1976
45. معاريف 30\5\1976
46. نفس المصدر30\5\1976
47. زو هديرخ 2\6\76
48. الاتحاد 8\2\1977 تحدث في هذا الاجتماعالقس شحادة شحادة ،المحامي حنا نقارة ، جمالطربيه رئيس المجلس المحلي في سخنين ، محمودنعامنة رئيس المجلس المحلي في عرابة وعضوالكنيست توفيق زياد (ركاح) وغيرهم.
49. الاتحاد 18\3\77 لقد ألقى البروفسور يتسحاكدشيغر كلمة في الذكرى الأولى ليوم الأرض في30\3\77 عن ” اللجنة من اجل التطوير بدون سلب “
50. الاتحاد 15\3\1977
51. – تحدث في هذا الحفل كل من : محمود نعامنة(رئيس مجلس محلي عرابة سابقا) ، جمال طربيه(رئيس مجلس محلي سخنين) ، محمد نمر حسين(رئيس المجلس المحلي دير حنا) ، حنا مويس (رئيسالمجلس المحلي الرامة ، رئيس اللجنة القطرية لرؤساءالمجالس المحلية العربية ، عضو كنيست من قبلالجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ) ، البروفيسورشاوول فوجل ، الدكتور رامي عميت (اللجنة من اجلالتطوير بدون سلب) ، عضو الكنيست توفيق زياد(الجبهة) ، الشيخ فرهود فرهود (رئيس لجنة المبادرةالدرزية) ، روت عميت (منظمة اليسار الإسرائيلي) ،المحامي حنا نقارة ، كوخابي شيمش (الفهود السود) ، القس شحادة شحادة والمحامي محمد ميعاريوآخرون.
52. لقد وردت هذه التصريحات في مناشير وزعتمن قبل الحركات المذكورة في يوم الأرض 30\3\77 وفي مناسبات أخرى.
53. “الجرمق” نشره لمرة واحدة وأصدرتها لجنةالطلاب العرب في القدس آذار\77
54.الاتحاد 10\3\78
55. لقد صمم هذا النصب التذكاري الفنانانغرشون كنيسبل وعبد عابدي .
56. الاتحاد 31 آذار 1978.
تحدث في هذا الاجتماع جمال طربيه ، عوضخلايلة (رئيس مجلس محلي سخنين سابقا) ، القسشحادة شحادة ، محمد عبري نصار (رئيس المجلسالمحلي في عرابة) ، ماير فلنر (عضو كنيست ركاح) ، حنا مويس ، توفيق زياد ، قاسم أبو ريا (كلمة باسمأهالي الشهداء) ، محمد سليم ياسين (أب الشهيدخير ياسين) ، مسعد قسيس ، الشاعر سميح القاسم(قصيدة ، عضو ركاح) صبحي بدارنة (احد جرحىيوم الأرض) الشاعر يبي.
57. الاتحاد 20\ 2\ 1979 ” افتتح المؤتمر القسشحادة شحادة رئيس اللجنة القطرية للدفاع عنالأراضي ، ثم قدم المحامي محمد ميعاري عضوسكرتارية اللجنة بيانا باللغة العبرية ، وتلاه المحاميحنا نقارة فقدم بيان اللجنة باللغة العربية ، تكلمأيضا صليبا خميس ، والدكتور سليم مخولي (أمينصندوق اللجنة) والمحامي امنون زخروني (حركة“شيلي” ) ، والشيخ موسى العطاونة من بدو النقبولطيف دوري من ” مبام ” وعضو الكنيست حنامويس والشيخ فرهود فرهود (رئيس لجنة المبادرةالدرزية) وأميرة الحاج عن النساء الديمقراطيات ،وعوزي بورشطاين (عضو ادراة الجبهة الديمقراطيةللسلام والمساواة) وروبين كامنر من حركة “شاسي” والطالب عصام مخول (سكرتير اتحاد الطلابالجامعيين العرب في البلاد) والشاعر يبي ولخصالمؤتمر توفيق زياد.
لقد حضر هذا المؤتمر 7 أعضاء كنيست : ماير فلنر ،توفيق طوبي ، توفيق زياد ، شارلي بيطون ، وحنامويس (من الجبهة الديمقراطية) ومئير بعيل ، واوريافنيري من حركة “شيلي“.
58. الاتحاد 20\2\1979 – اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي.قرارات المؤتمر الشعبي للدفاع عن الأراضي والمأوى.الناصرة، 17\2\1979.