تحت الفطر – عن كتاب سوتييڤ: ” حكايات وصور”.

وقعت النملة ذات مرّة تحتَ مطرٍ شديدٍ، وحارت أينَ تختفي.
رأت النملةُ في المرجة فطراً صغيراً فركضت إليهِ واختبأت تحت قبعتهِ.
زحفتْ فراشةٌ مبلّلةٌ إلى الفطرِ وقالتْ:
– يا نملةُ ، إسمحي لي أن أجلسَ تحتَ الفِطرِ
قالتِ النملةُ- وكيفَ أسىمحُ لكِ؟ إنَّ المكانَ يكادُ لا يكفيني وحدي.
– حسناً! في الضيقِ ولا في الزعلِ.
أفسحت النملةُمكاناً للفراشةِ تحتَ الفطرِ.
ازداد هطول المطر شدّةً…. وركضت فأرةٌ قرب الفطر.
قالت الفأرةُ:- اسمحا لي أنْ أقفَ تحتَ الفطر
قالتا:- وكيفَ نسمحُ لكِ ولا مكانَ عندنا
– أحصرا نفسيكما قليلاً !
حصرتا نفسيهما وأفسحتا مكاناً للفأرةِ.
نطنط عُصفورٌ يبكي قربَ الفطر.
قال:- ابتل ريشي وتعب جناحي: دعوني أجلس تحت الفطر لأجفّ!
– لا مكانَ عندنا.
– إلتصقنَ ببعضكنَّ من فضلكن.
إلتصقنَ وأوَينَ العصفور.
إذ بأرنبٍ يثِبُ إلى المرجةِ فرأى الفطر فصاح:
خبّئوني فالثعلب يطاردني !
قالت النملةُ: إنَّ الأرنب مسكين تعالوا نفسح له مكاناً.
ما أنْ اختبأ الأرنبُ حتّى وصلَ الثعلبُ وسألَ:- أما رأيتم الأرنبَ؟
– كلّا لم نرهُ.
اقتربَ الثعلبُ وشمشمَ ثمّ قال:
– ألم يختبئ هنا ؟
أين يستطيع هنا أن يختبئ!
لوّح الثعلبُ بذيلهِ ومضى .
صحا الجو وأطلّت الشمسُ.
وخرج الجميع من تحت الفطر فرحين.
تفكرت النملة ثمّ قالت:
– يا للعجب !؟ من قبل كان المكان ضيقاً عليّ والآن وسعنا الخمسة !
كفا- ها- ها ضحك أحدهم.
نظر الجميع فرأوا ضفدعة جالسة على قبعة الفطر تضحك قائلة:
إيه لكم الفطر……..
ثمّ قفزت مبتعدةدون أن تتم كلامها.
نظر الجميع ألى الفطر وحزروا لماذا كان المكان تحت الفطر ضيقاً على واحد ثمّ اتّسع لخمسة.
فهل حررتم أنتم؟

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*