في الذكرى الخامسة والعشرين للرحيل المأساوي للقائد الفارس توفيق زياد. – بقلم إسكندر عمل
- by منصة الراي
- June 27, 2019
- 1
- 4016  Views
- 0 Shares
القائد، مواقف وممارسة
القائد لا يهادن ولا يحيد
القائد من يكسب ثقة الجماهير
لعظمة أعماله لا لكثرة أقواله
توفيق زياد القائد مصقول من قيم “ورموز نضال ومواقف تاريخية عزة وكرامة شخصية وقومية وطبقية، إنسان حقيقي آمن بما قال وحوله إلى قوة نضال وتعبئة بشكل مبدعٍ بارع”. هذا بعض مما قيل فيه ، وكسب ثقة الجماهير لأنّه اختصر المسافة بين القائد وبين الناس.
قبل خمسة وعشرين عاماً ، في الخامس من تموز رحل عنا القائد الشيوعي الفذ توفيق زياد رحيلاً مفاجئاً ومأساوياً فقد كان في طريقه من غزة بعد تهنئته للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمناسبة عودته إلى أرض الوطن، ورحل عنا جسداً نتيجة حادث سير مروع أودى بحياته.
القائد مواقف وممارسات ولَم تكن حياة توفيق زياد إِلَّا كذلك، ولم يكتسب شعبيته إِلَّا لأنه رجل المواقف والممارسات المشرفة لبلده وشعبه وهي كثيرة لاتعد ولا تحصى ولا تبدأ بعد تبوئه منصبي عضو الكنيست ١٩٧٣ ورئيس بلدية الناصرة عام ١٩٧٦ بعد النصر الرائع الذي حققته جبهة الناصرة الديموقراطية ، بل تعود إلى سنوات طويلة من النضال قبل ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر قيادته لإضراب العاطلين عن العمل عام ١٩٥١ ، وسجنه في طبريا وصلبه وتعذيبه وإطفاء السجائر في جسمه عام ١٩٥٤، بعد خطابه الذي الهب الجماهير في عرابة، حيث اعتبر الحكم العسكري أنّ ذلك تحدٍ له.
لكنّ تحدي توفيق لممارسات المعذبين الهمجية بصقة في وجه أحدهم. وقد دفع زياد الثمن محاكمات وسجن ولكنه كان المنتصر في كل الساحات.
في العام ١٩٥٤ انتخب لعضوية بلدية الناصرة عن القائمة الشيوعية وغير الحزبيين، التي فازت بستة مقاعد، ومن مواقفه الجريئة انه في جلسة المجلس البلدي عارض حضور مدير شرطة الناصرة الجلسة وأصر على ذلك مما أرغم مدير الشرطة على مغادرة الجلسة، وإن دل هذا على شيئ يدل على موقفه المبدئي والشجاع في فترة الحكم العسكري الذي لم يجرؤ الكثيرون فيها النظر إلى شرطي عادي. وكان تعامل الشرطة مع المواطنين العرب متعالياً عنجهياً ومستهتراً.
وفِي مطلع العام ١٩٥٥ أصر على إلغاء جلسة المجلس البلدي لأنّ الدعوة للجلسة لم تصله في الموعد حسب القانون.
صدق توفيق زياد حين قال عن نكسة ١٩٦٧:
“لا تقولوا لي انتصرنا
أنّ هذا النصر شر من هزيمة
“أيُّ أم أورثتكم يا ترى نصف القنال ؟
أيُّ أمٍ أورثتكم ضفة الأردن،
سيناء .. وهاتيك الجبال؟
إن من يسلب حقاً بالقتال
كيف يحمي حقه يوماً, إذا الميزان مال..
وعلم جيداً أنّ الجيوش التي هزمت في المعركة عام ١٩٦٧ ستنتصر في المعارك المقبلة من هذه الحرب المستمرة كان توفيق زياد رأس حربة في التصدي لليمين الفاشي والعنصري في عمله البرلماني، كذلك قارع حزب العمل وأحزاب اليسار الصهيوني في كثير من القضايا منها على سبيل المثال وقوف مل الأحزاب التي تدعي اليسارية في خندق واحد في العدوان الإسرائيلي على لبنان.
إضافة إلى اهتمامه بشكل خاص بقضايا الجماهير العربية كقضايا السلطات المحلية العربية وقضايا الأرض والتعليم والمسكن. وكانت مواقفه الصلبة سبباً في شن حرب دموية عليه وقد تعرض إلى محاولات اغتيال نتيجة مواقفه الثابتة والمبدئية.
أمّا في مجال العمل البلدي فقد وصل ورؤساء السلطات المحلية العربية إلى قفزة نوعية في الميزانيات. وفِي فترة محاربة المؤسسات الحكومية لبلدية الناصرة الجبهوية ، قامت البلدية بقيادة توفيق زياد باجتراح فكرة مخيمات العمل التطوعية التي تحولت إلى أعراس تخللتها إنجازات رائعة أصلحت بِعض ما عانت منه المدينة في فترات الإهمال المتلاحقة قبل وصول الجبهة إلى المجلس البلدي.
تحولت الناصرة إلى معقل وطني قادت ورعت معارك شعبنا كيوم صبرا وشاتيلا ويوم السلام والاحتجاج على مجزرتي ريشون لتسيون والخليل ويوم الأرض الأوَّل بمقولته الشَّهيرة وفي مواجهة زبانية الذين حاولوا الالتفاف على قرار الجماهير بالإضراب “الشَّعب قرَّر الإضراب” ونجح الضراب بجماهيريَّة واسعة ودفع شعبنا ثمن صموده في ذلك اليوم ستَّة شهداء ومئات الجرحى ومئات المفصولين من العمل انتقامًا منهم على مشاركتهم قرار الجماهير بالاضراب، وتحولت الناصرة إلى عاصمة الجماهير العربية.
خسارة القائد توفيق زياد خسارة كبيرة ، نفتقده اليوم قائداً ومناضلاً وإنساناً.
القائد توفيق زياد اوقف الكنيست على رجليها بانتقاداته .توفيق زياد هو من نظّم ايام التطوع لتنظيف البلد ولا ننسى الشعر الوطني والقومي الذي ذاع صيته في العالم العربي وغير العالم العربي وقصائده غُنت وحفظها اطفال المخيمات والشباب وكل الامة العربية