فسيفساء النّيل – فوزي حنا

 

في الفترة البيزنطيّة، انتشرت في بلادنا ظاهرة المساطب الفسيفسائيّة في الكنائس والقصور وبيوت طبقة الأغنياء، وكان صنّاع الفسيفساء الأكثر شهرةً والأمهر صنعةً فنّانون مصريّون، جاؤوا من مصر فنقلوا لنا وصفًا لحياتهم ورموزهم الهامّة، فكانت اللوحات المزيّنة الجميلة والمليئة بالرّموز والقصص، كما نرى في آثار صفّورية مثلًا.
وما يظهر في الصورة المرفقة لوحة فسيفسائيّة جميلة تزيّن كنيسة الخبز والسّمك في الطّابغة، وتظهر فيها نباتات وأزهار وطيور من وادي النيل، يتوسّطها عمود هو مقياس النّيل وهو من أهم رموز مصر القديمة، حيث اعتُبِر فيضان النهر مصدر حياة، ذلك لأنه حين يفيض النهر في الصيف يأتي بكميات من الطمي تعطي للأرض خصوبة، لهذا حاكوا الأساطير حول هذا الحدث ومنها أن كميات الماء الكثيرة ناتجة عن دموع إيزيس التي ذرفتها حزنًا على زوجها أوزيريس.
وأقاموا الاحتفالات كلّ عام لمدة أسبوعين في موسم الفيضان ابتداءً من منتصف شهر آب حتى نهايته.
ومقياس النيل الظاهر في اللوحة كتبت عليه حروف يونانية، ذلك لأنّ الحضارة اليونانيّة (الإغريقية) هي التي سادت الشرق في ذلك الزمن، أما الحروف العشرة فهي:
ألفا ڤيتا چاما دلتا أبسلون زيتا إيتا نيتا يوتا چايا

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*