وادي قدرون هو الوادي الفاصل بين المدينة المقدّسة وجبل الزيتون، ويؤمن الكثيرون أنه المكان الذي سيشهد القيامة والدّينونة، لذا تم دفن الموتى فيه منذ زمن بعيد، عرف هذا الوادي أسماء كثيرة، منها وادي ستنا مريم التي يوجد فيه قبرها ووادي الرّاهب ووادي النّار وجهنّم ويهوشافاط ( جوزافاط، ومنه جاء اسم وادي الجوز) والملوك .
في هذا الوادي، وتحديدًا في القطاع المحصور بين الجسمانيّة وعين سلوان الكثير من المقابر المنقورة في الصّخر الجيري القاسي منذ قرون كثيرة، عرفت باسم مشترك هو قبور الملوك، ومنها القبور التي تظهر صورها هنا، وهي :
1- طنطور فرعون : المعروف باسمه الشعبي قبر أبشالوم وهو ابن داود، الذي لا تربطه أي علاقة بهذا الضريح بدليل أنهمات قبل نحو ألف عام من تاريخ هذا البناء الذي يؤرّخ في القرن الميلادي الأوّل أي الفترة الرومانيّة، أما تسميته بطنطور فرعون فلأن هناك شبهصا بينه وبين قبور الفراعنة في صعيد مصر.
ألضريح الذي يرتفع نحو 22 مترًا يقسم إلى قسمين السفلي منقور في الصّخر وهو مكعّب تحيطه أعمدة ذات تيجان دوريّة، أما العلوي فأسطوانة مبنيّة تعلوها قبّة بشكل طنطور تنتهي بزهرة اللوتس المصريّة التي سقطت، وتقول الأسطورة إن مابليون أمر بإسقاطها حين قيل له إنها يد أبشالوم التي ارتفعت ضد أبيه داود.
2- مغارة يهوشافاط: تقع في الجدار الشمالي للصخر الذي فيه تمّ نقر طنطور فرعون، ويحوي مدخلها على زخارف نباتية جميلة، بينما تحوي في داخلها سبع حجرات تحوي العديد من كهوف الدّفن. ويهوشافاط أحد ملوك المنطقة في القرن التاسع قبل الميلاد وقد ذُكِر في التوراة.
3- قبور بني خيزير ( خنزير) : مغارة منقورة في الصّخر في مدخلها صفّ من الأعمدة الدّوريّة وفوقها نقوش تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وتحوي ثلاث غرف للدّفن.
4- قبر زكريّا: ارتفاعه 12 مترًا وهو عبارة عن مكعّب تزيّنه أعمدة يونيّة ويعلوه هرم.
5- قبور بنات فرعون، وهي عبارة عن قبور منقورة في الصّخر، غرف مكعّبة تشبه بيوت السّكن تخيطها مغاور، وسبب تسميتها ذلك الشّبه بينها وبين نمط الزخرفة المصريّة.
