صحيفة الكرمل – اسكندر عمل
- by منصة الراي
- August 11, 2019
- 0
- 2175  Views
- 0 Shares
كانت حيفا قبل النّكبة مركزا مهما للحركة الفكرية والثقافية والنقابية في فلسطين ،وصدرت فيها صحف هامة كان لها دورها في توعية الناس والتحذير من الخطر الصهيوني ،وكانت أولى الصحف في بداية القرن المنصرم صحيفة “الكرمل” لصاحبها ومؤسسها نجيب نصّار.
أسس نجيب نصّار”شيخ الصّحافة الفلسطينية” صحيفة الكرمل عام 1908 ،وكانت من أبرز منابر فلسطين الفكرية والسّياسية، وبدأت كصحيفة أسبوعية.ولد نجيب نصّار عام 1865 في عين عنوب في عائلة أصلها من مدينة الناصرة.عمل في بداية شبابه صيدليا في المستشفى الأسكتلندي في مدينة طبريّا ومنها انتقل للعيش في مدينة حيفا وهنا أسّس الصّحيفة بعد اعلان دستور 1908 في الدّولة العثمانية والذي قيد السّلطان عبد الحميد الثاني، وأعطى شيئا من الحريّات لجميع الولايات العثمانية، كحرية الصّحافة والرأي والأندية والجمعيات.
انحرفت ثورة تركيا الفتاة عن مسارها ، وتنكّرت لوعودها للقوميات وسيطر جناح الاتحاد والتّرقّي على الحكم سنة بعد الثورة، وبدأت بسياسة التتريك وأخذت بملاحقة من عارض سياستها .وقد تصدّت الكرمل لهذه السّياسة وهاجمت سياسة تركيا الفتاة ووجّهت سهام نقدها اللاذع لسياسة التتريك الهوجاء التي اتبعتها السّلطات العثمانية.
كان نصّار من الأوائل الذين فضحوا مخططات الحركة الصّهيونية، التي قامت منذ العام 1904 بالهجرة الثانية الى فلسطين وبناء المستوطنات، وقد أطلق نصّار تحذيراته منبها الى الخطر الصهيوني الدّاهم.
في 6 آب 1910 بدأت الصّحيفة الصّدور مرتين في الأسبوع، الثلاثاء والجمعة اعتبارا من العدد 75 ،لكن بسبب ملاحقة السّلطات له احتجبت الصّحيفة عن الصّدور عام 1913 ،وفرّ نجيب نصّار من ملاحقة السّلطة له الى أعز أصدقائه في مدينة الناصرة من عائلتي الفاهوم وقعوار، وكان من أبرز الملاحَقين من رجال الحركة القومية العربية، واتّهم بالخيانة العظمى.ثم فرّ من ملاحقة جمال باشا السّفّاح الى شرق الأردن حتّى العام 1917 .
عادت الصّحيفة للصدور بعد الحرب العالمية الأولى في العدد 601 يوم السّبت 9 شباط 1920 واستمرت بالصدور حتّى العام 1942 .ويمكن الاطلاع على خطة الصحيفة من افتتاحية العدد الخامس عشر”تحولت الصّحيفة لعهدتنا فكرسناها لخدمة الشّعب الذي ذللته الحكومة الظالمة ……الكرمل ستنتصر للشّعب في كل المطالب العادلة …….الكرمل لا تتحيز لفريق دون آخر فستخدم التاجر والصّانع والزارع وكل فئات الشّعب على السّواء”.وكتب عنها مراسل “مجلة العالم الاسلامي” بالفرنسية سنة 1910 :”انّها صحيفة ديمقراطية لا تني تدافع في كل مناسبة عن حقوق العمّال وعن مبادئ الحرية ،وتحاول جهدها لنشر هذه المبادئ بين طبقات الشّعب”.
ثابر نجيب نصّار في فترة الانتداب على مهاجمة الحركة الصّهيونية على صفحات جريدة الكرمل، وحذّر الشّعب وأثار الرأي العام ضد هجرة اليهود الى فلسطين وبيع الأراضي لليهود.
من أهم مؤلفات نجيب نصّار:
- رواية”في ذمّة العرب”.1920
- رواية “شمم العرب.”
- “الزراعة الجافة”.1927
- “الرجل،في سيرة الملك عبد العزيز آل سعود 1936
- “رواية مفلح الغسّاني.”
- “القضية الفلسطينية”
- “الأميرة الحسناء”
8.الصهيونية،تاريخها،غرضها وأهميتها.(حيفا 1911)