حكومة الجبهة الوطنية برئاسة مصدّق في إيران. – اسكندر عمل

 

بعد الحرب العالمية الثانية بدأ التسرب الأمريكي إلى إيران، وقد تعاون رئيس الحكومة الإيرانية عام ١٩٤٦” قوام السلطنة” مع الولايات المتحدة ووقِّعت اتفاقية بين الحكومة الإيرانية والشركة الأمريكية” موريسون- نادسن” بشأن وضع خطة سباعية لتطوير إيران زراعياً عن طريق قروض أمريكية. ولكن كان ذلك مشروطاً بانتقال النفط الإيراني للأمريكيين. وهنا يتجلّى الصراع الإمبريالي المؤقت بين الولايات المتحدة وبريطانيا على نفط إيران. لكنّ هذه الإتفاقية لم تُنفذ وفِي العام ١٩٤٨ وقّعت الحكومة الإيرانية عقداً مع شركة أمريكية أخرى هي أوڤرسيز-كونسلتانتس التي يرئسها رئيس الاحتكار البترولي “ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا” وبموجب هذا العقد تقوم الشركة الأمريكية بوضع خطة سباعية لتطوير إيران. وفِي العام ١٩٤٩ أثناء زيارة الشاه الإيراني لواشنطن تبيّن له أنّ القروض والأموال من الشركات الأمريكية لن تعطى ما دام البترول ليس في يد الأمريكيين.

إنّ السياسة الاحتكارية الأمريكية أدّت إلى هبةشعبية ونقمة إيرانية عارمة وتعاظمت معاداة الإمبريالية، وقد نشأت في خريف ١٩٤٩ ونتيجة لهذه الأوضاع منظمة جديدة بادر إلى إقامتها نواب وطنيون تقدميون في المجلس الإيراني برئاسة محمد مصدّق، هي منظمة الجبهة الوطنية التي طالبت منذ قيامها بإلغاء الانتخابات المزيفة للمجلس، حرية الصحافة وإلغاء الأحكام العرفية المطبقة في طهران بعد محاولة اغتيال الشاه في العام نفسه.

في العام ١٩٤٩ جرت انتخابات جديدة ، أصبحت الجبهة الوطنية نتيجة لها الكتلة الأكبر والأكثر نفوذاً في المجلس. وطالب مصدق قي المجلس بتصفية شركة البترول الأنجلو إيرانية وتأميم البترول الإيراني دون تأجيل وهذا كان مطلب الملايين من الإيرانيين.
استمرت الحكومة الإيرانية بالتعامل مع الولايات المتحدة، وبعد تعيين الدبلوماسي الأمريكي الماكر هنري غريدي سفيراً للولايات المتحدة في إيران، شرع بتطبيق أجزاء من مشروع ترومان في إيران وهذا الأمر زاد من الوجود الاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة في إيران. وقد أثّر ذلك تأثيراً سلبياً على الاقتصاد الإيراني، إذ بلغ استيراد البضائع الأمريكيةإلى إيران عام ١٩٥٠قرابة عشرين ضعفاً من الصادرات الإيرانية إلى الولايات المتحدة، وأدّت المنافسة القوية الأمريكية للسلع المحلية إلى خراب المؤسسات الصناعية الخفيفة الإيرانية والحرف وأُغلقت مئات المعمل الصغيرة ونتيجة لذلك بقي ٣٠ ألف عامل حياكة بلا عمل في مدينة يزد وحدها.

يتبع…

 

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*